البابا: لنسأل الله أن يمنحنا نعمة الشعور بالخجل بسبب خطايانا

من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“في هذه الأيّام، أقدّم القدّاس على نيّة المرضى الذين يصابون بفيروس كورونا، على نيّة الأطبّاء والممرّضات والمتطوّعين الذين يساعدون كثيرًا وكلّ الأقارب والمسنّين الذين يقطنون بيوت الراحة وعلى نيّة السجناء”. هذا ما صرّح به اليوم البابا فرنسيس أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا الذي احتفل به مباشرة من دون أيّ مشاركين في الذبيحة بل عبر البثّ المباشر، في 9 آذار 2020.

بينما فرضت إيطاليا على عدّة مناطق الحجر الصحيّ أمام انتشار فيروس كورونا، تمنّى البابا أن يكون القدّاس الذي يحتفل به هذا الأسبوع في دار القديسة مارتا منقولاً مباشرة بهدف أن يكون قريبًا من المصابين بهذا الفيروس. وقد طلب تلاوة هذه الصلاة القويّة إلى الربّ في هذا الأسبوع: “افدِنِي وَارحمنِي يا رب. رِجلِي وَاقِفَةٌ عَلَى سَهْلٍ. فِي الجَمَاعَاتِ أُبَارِكُ الرَّبَّ” (مز ٢٥، ١١- ١٢).

جاء في عظة البابا اليوم: إنّ القراءة الأولى للنبي دانيال هي اعتراف بالخطايا. يعترف الشعب بأنّه خاطئ… “أيها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه، أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك، وما سمعنا من عبيدك الأنبياء الذين باسمك كلموا ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وكل شعب الأرض”.

هناك اعتراف بالخطايا وبأننا أخطأنا، وعندما نستعدّ لننال سرّ المصالحة، علينا أن نقوم بفحص ضمير ونرى ما ارتكبناه أمام الله من خطايا. يجب أن نعترف بالخطيئة، شرط ألاّ يكون الاعتراف بالخطايا مجرّد ترداد كلمات لأشياء تبقى على صعيد الفكر! لا! لأنّ الاعتراف الحقيقي يجب أن ينبع من القلب. لا يقتضي الاعتراف بأن أقول للكاهن: “فعلتُ كذا وكذا…” ومن ثمّ أعود وقد غُفرت لي خطاياي. لا! الأمر ليس كذلك… نحن بحاجة إلى خطوة إضافية وهي الاعتراف ببؤسنا إنما من قلبنا، على مثال النبي دانيال: “لك يا ربّ البرّ أما لنا فخزي الوجوه”.

وتابع البابا: “عندما أعترف بأني أخطأت وبأنني لم أصلِّ جيدًا، أشعر عندئذٍ بقلبي بهذا الخجل: “أخجل لأني فعلت هذا وذاك وأنا أطلب منك المغفرة بخجل”. إنّ الخجل بسبب خطايانا هو نعمة وعلينا أن نطلبها: “أعطني يا ربّ نعمة الشعور بالخجل”. فمن يفقد حسّ الخجل كمن يفقد السلطة الأخلاقية واحترام الآخرين. يصبح شخصًا وقحًا. وهذا ما يحصل مع الله: لنا خزي الوجوه. لك البرّ يا ربّ ولنا خزي الوجوه”.

وختم: “عندما لا نمتلك سوى الذاكرة وذاكرة الخطايا التي اقترفناها، والشعور الخجل، نلمس قلب الله ويجيب برحمة. إنّ الدرب الذي نقوم به للذهاب إلى رحمة الله، هو الشعور بالخجل من الأمور السيئة التي اقترفناها. وهكذا، عندما أذهب لأعترف لن أقدّم سلسلة من الخطايا التي اقترفتها إنما أيضًا شعور الارتباك والخجل لأنني قمت بكلّ ذلك بحقّ إله رحوم وحنون وعادل.

وفي الختام، قال: “لنطلب اليوم نعمة الخجل: أن نشعر بالخجل من خطايانا. ليمنحنا الربّ هذه النعمة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير