يوم الجمعة 6 آذار، تلا الأب ماركو إيفان روبنيك السلوفينيّ اليسوعيّ أوّل عظة خاصّة بأيّام الجمعة من زمن الصوم، وذلك على مسامع البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانيّة في قاعة كليمانتين، وليس في كنيسة أمّ المخلّص كما جرت العادة.
وكنّا قد اعتدنا أيضاً على واعظ الدار الرسوليّة الأب رانييرو كانتالاميسا الكبوشيّ وإلقائه العِظات خلال أيّام الجمعة في زمن الصوم وزمن المجيء ويوم الجمعة العظيمة، لكن هذه السنة، تولّى الأمر مَن يعمل على لوحات الفسيفساء في “مركز أليتي” ومَن عمِل على لوحات فسيفساء في لورد، كما حدّده الفاتيكان، وبناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
Marko Ivan Rupnik, SJ, Déposition, Scaldaferro di Pozzoleone Vicence, Italie
والكاهن اللّاهوتيّ المشهور هو صاحب شِعار يوبيل الرحمة، وهو أيضاً مَن تأمّل مع البابا فرنسيس برسالة الكوريا الرومانيّة والمؤسّسات المتّصلة بالكرسيّ الرسوليّ سنة 2018، ومَن أشار إلى مخاطر أن يصبح الكهنة “موظّفين في الكنيسة” قائلاً: “إنّه تهديد يتربّص بنا جميعاً، وليس فقط بالكوريا الرومانيّة”.
أمّا فيما يتعلّق بالعِظة الأولى، فقد كانت تحمل عنوان “قرب الصليب، وقفت أمّ يسوع”. وقد أصرّ فيها الأب روبنيك على “وجود عناية الله في التاريخ بفضل الروح القدس الذي يُرافق الكنيسة”: “الرب هو مَن يمنح الحياة: ومع الروح القدس، يمكننا عيشها كهبة الذات. الله ينشر في قلوبنا حبّ الآب، وهنا يكمن طريق الكنيسة في التاريخ. إنّه الطريق الفصحيّ”.
وأضاف: “اليوم، تصطدم أجيال كاملة بالواقع لأنّه ليس كما تخيّلته وكما رغبت به، لذا لا تفهمه. لكنّ مريم فهمت “الكلمة” بطريقة جديدة، وكان ارتدادها دائماً ومتواصِلاً، لأنّ التجدّد كان يتحدّاها: بشكل متواصل، كانت تفهم الكلمة بطريقة جديدة، وبواسطة هذه الكلمة، فهمت الواقع. وقفت مريم تحت الصليب حيث كُتب “ملك”، ولا يمكننا أن نقول إنّها لم تكن تفكّر بالكلمة التي قيلت لها: “سيكون على عرش داود”. فالصليب هو المكان الوحيد الذي كُتب عليه أنّ ابنها ملك. وبدون الروح القدس، لا يمكننا فهم الهبة التي منحنا إيّاها الله. والهبة هي المصلوب، ونحن متّصلون بهذا الحدث”.
كما وأشار الكاهن اليسوعيّ إلى وجوب عيش “هبة الذات” قائلاً إنّ “الله موجود أيضاً في التاريخ بفضل المُعمَّدين الذين يشهدون على وجوده عبر أعمالهم ووجودهم”.
وختم قائلاً: “نحن أيضاً، مثل مريم، مدعوّون إلى ارتداد متتابع لنرى أنّ التاريخ يسير بحسب العناية الإلهيّة، وأنّ الله يُظهر ذاته في هذا العالم عبر وجودنا”.