كرّم البابا فرنسيس كلّ مَن “يُحافظون على الحياة الاجتماعيّة بالرغم من الوباء المتفشّي” داعياً الجميع إلى الصلاة على نيّتهم، وذلك مع بداية القدّاس الذي ترأسه البارحة الأحد 15 آذار 2020 من دار القدّيسة مارتا، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
كلّ يوم، يُقدّم البابا قدّاس السابعة صباحاً على نيّة المرضى. والبارحة، قال أيضاً: “في هذا الأحد من زمن الصوم، لنُصلِّ معاً لأجل جميع المرضى ومَن يتألّمون”.
وبعد أن كان قد قدّم هذا الأسبوع قداديسه على نيّة الطاقم المُعالِج والحكّام، كرّم البابا البارحة مَن يسمحون للحياة الاجتماعيّة بأن تُكمل: “اليوم، أودّ الصلاة معكم لأجل مَن يضمنون سَير المجتمع عبر عملهم: موظّفي الصيدليّات والسوبرماركت وقطاع النقل ورجال الشّرطة. فلنُصلِّ لِمن يعملون لتتتابع الحياة الاجتماعيّة وحياة المدينة”.
كما وكرّر البابا صلاته هذه عبر تغريدة نشرها على صفحته على موقع تويتر بعد القدّاس.
أمّا فيما يختصّ بالعِظة التي ألقاها، فقد أشار الحبر الأعظم إلى أنّ “الحوار مع الله يفترض الشفافية والحقيقة”، مُعلِّقاً على إنجيل لقاء يسوع بالسامريّة عند البئر، بحسب بشارة القدّيس يوحنا، مُقترِحاً “نِعمة الطّلب”: “فليمنحنا الرب نِعمة الصلاة بحقيقة والتوجّه إليه بكامل حقيقتنا، وليس بحقيقة الآخرين أو الحقائق التي تدخل ضمن الحجج، كقول المرأة: صحيح، كان لي خمسة أزواج، هذه هي حقيقتي”.
وتطرّق الأب الأقدس إلى “شجاعة المرأة الخاطئة للبوح بحقيقتها أمام يسوع، ضمن حوار اتّسم بتلك الحقيقة التي تُقدِّس، وتلك الشجاعة التي اهتمّت عبرها باقتراح يسوع ومائه لأنّه كان يعرف بعطشها؛ شجاعة الاعتراف بالضعف وبالخطايا وشجاعة الاعتراف بأنّه نبيّ، إذ قال لها عمّا فعلته”.
وأضاف البابا: “الرب يريد دائماً حواراً شفّافاً بدون إخفاء الأشياء وبدون نوايا مزدوجة: أنا هكذا، وأتكلّم هكذا مع الرب، كما أنا وبكامل حقيقتي. ومن حقيقتي، بقوّة الروح القدس، أجد الحقيقة القائلة إنّ يسوع هو المخلّص”.
وختم البابا عظته قائلاً: “إنّ هذا الحوار بين المرأة ويسوع شفّاف إلى درجة انتهائه باعترافها بحقيقة يسوع وبارتداد شعب السامرة، مع “الحقل الذي رآه الله يبْيَضُّ” لأنّ وقت الحصاد حان”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كاهنَين شاركا البابا الاحتفال بالقدّاس عن بُعد، وليس حول المذبح، أحدهما هو الأب غونزالو أيميليوس (من الأوروغواي) وهو سكرتيره الجديد.
Messe à Sainte-Marthe, 15 mars 2020, @ Vatican Media