صباح السبت 14 آذار 2020، صلّى البابا فرنسيس خصّيصاً للعائلات وللأشخاص المعوّقين خلال قدّاسه الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا، بعد أن كان قد قدّم صلواته اليوميّة هذا الأسبوع تِباعاً على نيّة المرضى والكهنة والرّعاة والحكّام. وطلب البابا، بحسب ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت، “نِعمة حِفاظ العائلات على سلامِها وفرحِها وقوّتها في هذا الوقت العصيب”.
وتطرّق الأب الأقدس في صلاته إلى كون “العائلات وجدت نفسها بين ليلة وضُحاها مع أولادها في المنزل لأنّ المدارس أُقفِلَت لأسباب تتعلّق بالسلامة، فيما عليها مواجهة وضع صعب ومواجهته بشكل صحيح في السلام والفرح”.
ودعا الأب الأقدس إلى الصلاة على نيّة العائلات والأشخاص المعوّقين قائلاً: “فلنُصلِّ لأجل العائلات كي لا تفقد سلامها في هذا الوقت… ولأجل مَن يحملون إعاقات في ظلّ إقفال المراكز التي تستقبلهم، كي يُتابعوا تقدّمهم بفرح وقوّة”.
أمّا فيما يختصّ بالعظة التي ألقاها، فقد تمحورت حول “فهم مشكلة الابن الأكبر في نصّ مَثل الابن الشاطر”. وقال الأب الأقدس: “فليمنحنا الرب نِعمة فهم ما هي المشكلة، ونعمة الطلب من الله فهم معنى الأبوّة والأخوّة في العالم”.
وقد حدّد الحبر الأعظم ما يمكن أن تكون مشكلة الابن الأكبر “الذي لا يعرف من هو أباه ولا أخاه. المشكلة تكمن في العيش في المنزل بدون أن يشعر المرء أنّه منزله بسبب فقدان علاقة الأبوّة والأخوّة، في ظلّ وجود علاقة زملاء في العمل”.
وأشار الأب الأقدس في مَثل الابن الشّاطر إلى تصرّف الأخ الأكبر الذي يُذكّر بتصرّف واضعي الشّريعة، الذين ينتقدون المسيح: “لقد كان الابن الأكبر ساخِطاً لأنّه لازم والده بدون ارتكاب الخطايا، فيما الأصغر سنّاً والذي خطِىء رحّب به أبوه عند عودته”. وشرح البابا قائلاً “إنّ هذا المثل يشرح اعتراض الفرّيسيّين والكَتَبة على استقبال المسيح للخطأة وتناوله الطعام معهم. فأجابهم يسوع بهذا المثل. إنّ الخطأة اقتربوا من يسوع بصمت، بدون أن يعرفوا ما يقولونه. إلّا أنّ وجودهم كان يحمل معنى، إذ أرادوا أن يستمعوا إليه، فيما الكَتَبة كانوا ينتقدونه”.
وأشار أسقف روما إلى أنّ “الأب يُعاني بصمت ويدع الوقت يمرّ. وغالباً ما يُظهر الأب نفسه مُغفَّلاً بوجه أخطاء أبنائه، فيما يشعر بألم ويخفيه ولا يُظهر إلّا الحبّ والحنان”.
وبعد قدّاس السبت، تطرّق البابا إلى وضع الابن الأصغر في تغريدة: “قبل أن نذهب للبحث عنه، نعرف أنّ الربّ يبحث عنّا وأنّه يأتي لمُلاقاتنا ويُنادينا. نحن نتقدّم بفرح، لأنّنا نعرف أنّه هو يُنادينا”.