صباح اليوم وفي عيد القدّيس يوسف البتول شفيع الكنيسة الجامعة، صلّى البابا فرنسيس بشكل خاصّ للمساجين المُحتَجَزين في وقت الوباء، وذلك خلال القدّاس الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا، والذي كان يُنقَل مباشرة، بناء على ما نشره القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ.
وقد قال الأب الأقدس: “فلنُصلِّ اليوم على نيّة إخوتنا وأخواتنا المتواجدين في السجن. إنّهم يُعانون كثيراً من القلق حيال ما قد يحصل داخل السجن، فيما يُفكّرون أيضاً في عائلاتهم وفي إن كان أحد أفرادها مريضاً أو ينقصه شيء ما. فلنكن اليوم قريبين من السجناء الذين يُعانون حاليّاً”.
من ناحية أخرى، ودائماً خلال قدّاسه الصباحيّ، قال الأب الأقدس في عظته إنّ “القدّيس يوسف كان رجلاً عادِلاً صالِحاً، ورجلاً يعيش إيمانه… وقد انتقاه الله ليُربّي إنساناً كان أيضاً إلهاً. لقد اختار الله إنساناً صالِحاً استطاع أن يُخاطب الله وأن يدخل في سرّ الله. وكانت هذه حياة القدّيس يوسف، إذ استطاع أن يعمل وأن يتكلّم مع السرّ. لم يكن حالِماً، بل دخل في هذا السرّ بالدقّة نفسها التي مارس عبرها عمله كنجّار يحتسِبُ الميليمتر الواحد”.
وأضاف الحبر الأعظم: “في عيد القدّيس يوسف، أفكّر في الكنيسة اليوم، في المؤمنين والأساقفة والمكرّسين والبابا: هل يمكنهم دخول سرّ الله؟ أو أنّه عليهم أن يُنظّموا ذواتهم بوجه ما لا يمكنهم السيطرة عليه؟ عندما تفقد الكنيسة القدرة على الدخول في السرّ، تفقد القدرة على العبادة. وصلاة السجود والعبادة لا يمكن أن تُعطى إلّا لدى الدخول في سرّ الله. لذا، فلنسأل الله نعمة عيش الكنيسة في الحياة اليوميّة للسرّ… لأنّ الدخول في السرّ يعني العبادة”.
وقبل أن يختتم القدّاس، حثّ الأب الأقدس المؤمنين على المناولة الروحيّة في هذا الزمن الصعب الذي يتطلّب عدم إقامة القداديس في بعض البلدان تفادياً لانتقال العدوى. وقد أمضى البابا بعض الوقت أمام القربان الأقدس ثمّ أعطى المؤمنينن البركة بالقربان داعياً إيّاهم إلى المناولة الروحيّة، وتلا هذه الصلاة: “عند قدمَيك أسجد يا يسوع وأقدّم لك توبة قلبي الذي يستسلم في عَدَمِه بوجودك المقدّس. أعبدك في سرّ حبّك، وأرغب في أن أستقبلك في البيت الفقير الذي يقترحه عليك قلبي. وفي انتظار تقدّمي من سرّ المناولة، أودّ أن أمتلكك بالرّوح. تعالَ إليّ يا يسوعي، ودعني أذهب إليك. فليُلهب قلبك كياني كلّه، للحياة وعند الموت. أنا أؤمن بك، وأثق بك وأحبّك. آمين”.