صباح الثلاثاء 24 آذار 2020، قدّم البابا فرنسيس قدّاسه الصباحيّ من دار القدّيسة مارتا على نيّة مَن توفّوا فيما كانوا يخدمون المرضى: الأطبّاء والكهنة، وعلى نيّة الأشخاص الذين التقطوا العدوى خلال الخدمة.
وقد قال البابا في بداية الذبيحة الإلهيّة، بناء على ما نقله الزملاء من القسم الفرنسيّ في زينيت: “عرفت مؤخّراً بأنّ العديد من الأطبّاء والكهنة توفّوا جرّاء إصابتهم بالفيروس لأنّهم كانوا في خدمة المرضى، وعرفت عن ممرّضين التقطوا العدوى. فلنُصلِّ لأجلهم ولأجل عائلاتهم. وأشكر الله على مِثال البطولة الذي يُظهرونه لنا عبر الاعتناء بالمرضى”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ وسائل الإعلام الإيطاليّة تشير إلى وفاة أكثر من 25 طبيباً وحوالى 70 كاهناً، فيما ما زال آخرون بعد في العناية الفائقة.
أمّا فيما يختصّ بالعظة التي ألقاها، فقد قال البابا “إنّ الكثير من المسيحيّين يعيشون في حالة تشبه صحراء الروح والجفاف، فيما يعجزون عن فعل شيء ويتذمّرون حيال كلّ شيء”. وأضاف: “إنّ الجفاف سمّ وهو ضباب يلفّ الروح ويمنع من العيش. إنّه أيضاً مُخدِّر وخطيئة بيننا كالحزن. والشيطان يستخدم الجفاف لمحو حياتنا الروحيّة وحتّى حياتنا الشخصيّة”.
في السياق عينه، علّق الأب الأقدس أيضاً في عظته على إنجيل القدّيس يوحنا (5 : 1 – 16) حيث يشفي يسوع كسيحاً يجلس منذ 38 سنة قرب بحيرة بيت زاتا بعد أن شخّص مرضه. “هل كان الرجل مريضاً؟ نعم، ربّما كان مُصاباً بنوع من الشلل، لكن بدا أنّه يستطيع السَير قليلاً. إلّا أنّه كان مريضاً في قلبه وفي روحه. كان مريضاً من كثرة التشاؤم ومن كثرة الحزن ومن كثرة الجفاف”.
وأضاف الحبر الأعظم قائلاً: “هذا الرجل لم يكن هنا لأنّه ارتكب أمراً فظيعاً: خطيئة العَيش والتذمّر من حياة الآخرين: خطيئة الحزن الذي هو بدوره مِن زرع الشيطان ومن العجز عن اتّخاذ قرار في الحياة والنظر إلى حياة الآخرين للتذمّر”.
ثمّ أشار البابا إلى أنّ “العلاج يقضي بالتفكير في المياه التي وُجِدَت لإنقاذنا، تلك المياه التي هي رمز قوّتنا وحياتنا، المياه التي استخدمها يسوع ليُعيد خلقنا، أي العِماد”.