خلال القدّاس الصباحيّ الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا، صلّى البابا فرنسيس على نيّة كبار السنّ الوحيدين، وعلى نيّة العمّال ومَن يمارسون وظيفة اجتماعيّة تعرّضهم لفيروس كورونا، بناء على ما أورده القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ: “في أيّام المعاناة هذه، هناك الكثير من الخوف. خوف لدى كبار السنّ الوحيدين وفي دور العناية أو في المستشفيات أو في منازلهم، إذ لا يدرون ما الذي قد يحصل. خوف العمّال الذين هم بلا عمل ثابت والذين يفكّرون في طريقة لإطعام أولادهم فيما يرون الجوع يقترب منهم. خوف العديد من الأشخاص الذين يخدمون المجتمع ويُساهمون في إنعاشه حاليّاً، فيما قد يلتقطون العدوى. وأيضاً خوف ومخاوف كلّ منّا. فلنطلب من الله أن يُساعدنا على التحلّي بالثقة وعلى التحمّل وتخطّي مخاوفنا”.
أمّا في عظته، فقد علّق البابا على القراءة الأولى من سفر الخروج (32 : 7 – 14) والتي تخبر قصّة العجل الذهبيّ، مُتطرّقاً إلى موضوع عبادة الأصنام.
وقال الأب الأقدس إنّ “عبادة الأصنام تجعلنا نخسر كلّ شيء، بحيث نتعلّق بأمور تُبعدنا عن الله إذ نجعلها آلهة أخرى، حتّى ولو كان الله قد أعطانا إيّاها: فالذكاء والإرادة والحبّ والقلب هي هبات من الرب، لكنّنا قد نستخدمها لعبادة الأصنام”.
وأضاف أسقف روما: “قد يقول لي البعض: ليست لديّ أصنام في المنزل، بل لديّ مصلوب وصورة للعذراء… لكن جوابي هو: عبادة الأصنام هي في القلب. والسؤال الذي على كلّ منّا أن يطرحه هو: أيّ صنم أعبد في قلبي؟ صنم من أصنام العولمة… ذاك المخرج الذي يُشعرني بالارتياح ويُبعدُني عن الله الحيّ؟ مع العِلم أنّه لدينا تصرّفات ذكيّة جدّاً مع عبادة الأصنام: نعرف جيّداً كيف نخفيها. وبين “ملابس” قلوبنا، خبّأنا الكثير من الأصنام… إنّ عبادة الأصنام تؤدّي إلى التديّن الخطأ. والعولمة التي هي غالباً عبادة أصنام تجعلنا نغيّر الاحتفال بسرّ من الأسرار إلى عيدٍ من هذا العالم، كما يحصل مثلاً في حفلات الأعراس!”
وختم الأب الأقدس عظته طارِحاً السؤال على كلّ مؤمن: “ما هي أصنامي؟ لكلّ منّا صنمه. أين أخفي أصنامي التي سيسألني عنها الرب في آخر حياتي قائلاً: ابتعدتَ عن الطريق الذي أشرتُ إليه لك. لقد ضعفتَ أمام صنمٍ… فلنطلُب من الرب نعمة معرفة أصنامنا”.
بعد ذلك، وكما جرت العادة كلّ يوم في زمن الوباء، ختم البابا القدّاس بوقت للسجود للقربان والمباركة بالقربان، داعياً المؤمنين إلى المناولة الروحيّة.