صباح السبت 28 آذار 2020، قدّم البابا فرنسيس قدّاسه “على نيّة الأشخاص الذين بدأوا يُعانون من الجوع بسبب الوباء والحَجر”، بحسب ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، شرح البابا أنّ المسؤول عن الأعمال الخيريّة الرسوليّة الكاردينال كونراد كرايفسكي نقل له الوضع: “بدأنا نرى أشخاصاً جائعين لأنّهم لا يستطيعون العمل أو لأنّه ليس لديهم عمل ثابت ولأسباب أخرى. بدأنا نرى “فترة ما بعد الوباء” منذ الآن! فلنُصلِّ على نيّة العائلات التي بدأت تجد نفسها في العوز بسبب الوباء”.
Sainte-Marthe, 28 mars 2020, capture @ Vatican Media
من ناحية أخرى، وفيما يختصّ بالعظة التي ألقاها صباح السبت، أشار الأب الأقدس إلى عصمة إيمان شعب الله، شارِحاً “مأساة الشقّ بين النخبة الدينيّة وشعب الله” التي تكلّمت عنها القراءات.
“لا يمكن لشعب الله المخلص أن يفشل، إذ يتمتّع بعصمة في الإيمان. فلنفكّر في النخبة التي انفصلت عن شعب الله وفي الإكليروسيّة”.
ثمّ تكلّم الأب الأقدس عن “فطنة شعب الله التي تمكّنه من معرفة أين الروح. الشعب خاطىء مثل الجميع، لكنّه يتمتّع بفطنة لمعرفة طرق الخلاص. في الواقع، شعب الله يتبع يسوع. لا يعرف أن يشرح السبب، لكنّه يتبعه، ولا يتعب من ذلك”.
كما وشجب الأب الأقدس ازدراء النخبة قائلاً: “كانت مجموعة واضعي الشريعة تزدري يسوع وتزدري شعبه أيضاً، إذ كانت تعتبر الشعب جاهِلاً لا يفهم شيئاً. إنّ شعب الله المخلص يؤمن بيسوع ويتبعه، فيما مجموعة النخبة الصغيرة تنفصل عن الشعب ولا تستقبل يسوع”.
وانتقد البابا أيضاً القادة “الذين فقدوا ذاكرة انتمائهم لشعب الله”، مُشيراً إلى أنّ الرسل بأنفسهم استعادوا إدراك انتمائهم إلى الشعب عندما كثّر يسوع الخبز وأعاد وضعهم ضمن الشعب وقال لهم: “أعطوهم ليأكلوا”، بعد أن كانوا لا يأخذون الأمر بعين الاعتبار.
وختم الحبر الأعظم عظته بتوصية بولس لتيموثاوس قائلاً: “إنّ النصيحة التي أسداها بولس لتلميذه تنفعُنا جميعاً: تذكّر أمّك وجدّتك. وإن كان بولس قد نصحه بذلك فلأنّه كان يعرف جيّداً الخطر الذي يؤدّي إليه ذاك الشعور بالنخبة ضمن القيادة الدينيّة”.