“لنصلِّ اليوم على نيّة المسنّين، بالأخصّ أولئك الذين يعيشون في الحجر الصحيّ أو في بيوت الراحة”، هذا ما دعا إليه البابا فرنسيس في بداية الاحتفال بالإفخارستيّا التي تُنقَل مباشرة من كنيسة الروح القدس في دار القديسة مارتا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف البابا: “إنهم خائفون من أن يموتوا وحيدين. إنهم جذورنا وقد أعطونا الإيمان والتقليد وحسّ الانتماء. لنصلِّ لكي يكون الربّ بقربهم”.
وقد عبّر عن هذه النيّة عبر تغريده على حسابه الخاصة على تويتر اليوم وبعد ساعة من الوقت، غرّد أيضًا: “أمانة الربّ هي أمانة صبورة مع شعبه. إنّ الله يصغي ويرشد ويشرح ببطء ويجعل القلوب تتّقد كما فعل مع هذين التلميذين اللذين كانا يبتعدان عن أورشليم: لقد جعل قلبيهما يتّقدان لكي يعودا إلى البيت”.
وقد أتى في عظته اليوم: “كنا قد تأمّلنا يوم أمس بأيقونة الأمانة، مريم المجدليّة: الأمانة لله. إنما كيف هي هذه الأمانة لله؟ لأيّ إله؟ للإله الأمين”. إنّ أمانتنا ليست سوى إجابةً على أمانة الله. الله الأمين لكلمته والأمين لوعده، الذي يسير مع شعبه حافظًا وعده، هو قريب من شعبه. أمين لوعده: الله هو مخلّص للشعوب على الدوام لأنه أمين لوعده. الله، قادر على إعادة القيام بالأشياء، وإعادة الخلق… الإله الذي يشفي والذي يحمل التعزية لشعبه على الدوام. الإله الذي يخلق من جديد. إعادة خلق جديد: إنها أمانة يعبّر عنها تجاهنا. إعادة الخلق أجمل من الخلق.
وتابع البابا ليؤكّد بأنّ الله لا يتعب من العمل ولا من مرافقة الشعب، هو لا يخشى التعب! إنه مثل الراعي الذي ما أن يدخل إلى البيت ويكتشف أنّ أحد الخراف قد ضلّ، يترك القطيع ويعود ليبحث عن الخروف الضالّ. الراعي الذي يقوم بأمور غير اعتيادية، إنما بحبّ وبأمانة… وإلهنا هو إله يقوم بأمور غير اعتياديّة، وبمجانيّة. إنها أمانة المجانيّة، أمانة هذا الأب الذي يصعد تكرارًا إلى سطح المنزل ليرى ما إذا عاد ابنه أم لا، ولا يتعب من الصعود في كلّ مرة. هو ينتظر ابنه ليقيم له احتفالاً: أمانة الله هي فرح واحتفال، إنه احتفال مجاني وعيد بالنسبة إلى الجميع”.