صباح الاثنين 4 أيار 2020، وجّه البابا فرنسيس أفكاره لضحايا العنف المنزليّ خلال الحجر الصحّي ضمن القدّاس الذي احتفل به من دار القدّيسة مارتا، بناء على ما نقله لنا الزملاء من القسم الفرنسيّ في زينيت.
“فلنُصلِّ اليوم لأجل العائلات. ففي زمن العزل، إنّ العائلة المُحتَجَزة في المنزل تبحث عن القيام بأمور كثيرة وجديدة، وتبحث عن الإبداع مع الأولاد ومع الجميع للتقدّم. لكن هناك أيضاً شيء آخر: أحياناً، هناك العنف المنزليّ. فلنُصلِّ على نيّة العائلات، لتُتابع العيش بسلام وإبداع وصبر خلال هذا العزل”.
من ناحية أخرى، وبوجه الملامات والعِتاب الذي “يخلق الانقسام في قلب الكنيسة”، أكّد البابا فرنسيس في عظته التي ألقاها أنّ “وحدة الكنيسة تقضي بألّا يكون أحد في الخارج، بل الجميع في الداخل مع الخصائص، إن لم تكن إيديولوجيا”.
ومُعلِّقاً على مقطع من “أعمال الرسل” يلوم فيه الرسل بطرس لأنّه “تناول الطعام مع الوثنيّين”، شجب الأب الأقدس “مرضاً في الكنيسة” ألا وهو “الانقسامات. فموضوع “نحن والآخرين” هو مرض يأتي من الإيديولوجيات أو من الأطراف الدينيّة… إنّه طريقة عالميّة للتفكير والشعور، تنصّب نفسها شرحاً للشّريعة. هناك أفكار تخلق الانقسامات إلى درجة أنّ الانقسام يصبح أهمّ من الوحدة، وتُصبح فكرتي أهمّ من الروح القدس الذي يقودنا”.
وتابع البابا قائلاً: “إلّا أنّه في إنجيل اليوم، يُظهر يسوع نفسه كالراعي الوحيد للقطيع الفريد”، مُشيراً إلى أنّ “الرب كانت لديه نظرة أخرى للكنيسة، إذ أتى لأجل الجميع ومات لأجل الجميع، كباراً وصغاراً، أثرياء وفقراء، طيّبين وأشرار”، مُشدِّداً على أهمية العمل لأجل وحدة الكنيسة مع قدرة بنّاءة. “يسوع قال: أنا راعي الجميع”.
وأضاف البابا قائلاً: “ثمة كاردينال “متقاعد” يعيش هنا في الفاتيكان، وهو راعٍ صالح كان يقول للمؤمنين: الكنيسة أشبه بنهر. ثمة أشخاص على ضفّة وآخرون على الضفّة الأخرى. لكنّ الأهمّ أنّ الجميع هم في النهر… هذه هي الوحدة. لا أحد في الخارج، بل الجميع في الداخل، حتّى مع خصوصيّاتهم. فهذا مسموح ولا يُحرز الانقسامات. لكن لمَ الكنيسة عريضة بعرض النهر؟ لأنّ الرب يُريد هذا”.
وختم البابا قائلاً: “فليُحرّرنا الرب من سيكولوجيا الانقسام، وليُساعدنا لنرى العظمة في يسوع، لكوننا فيه نحن جميعاً إخوة وأنّه هو راعي الجميع”.