كما الشيوعية التي أفقرت الشعوب واذلّتها عبر قمعها السياسي والعقائدي، هكذا الرأسمالية المتوحشة شقيقتها، تعمل بدورها على قمع الشعوب من خلال الترويج الى مسلكيّات تتناقض مع حرية الإنسان وكرامة العائلة (المثلية الجنسية، ايديولوجية الجندر، والقتل الرحيم الخ) وتجاربها المخبريّة والهندسية المالية التي أدت إلى إثراء الأقلية القليلة من الناس وزيادة ممنهجة ومتعمّدة في افقار السواد الأعظم من الشعوب، عبر ضخ مصطلحات وعادات صادرة عن الديانة الجديدة اي الالحاد العملي، الذي صار اسلوب حياة ومسلكيات أخلاقية لتلك الأيديولوجيات المتشيطنة… وكم من أناس يعيشون في واقعنا الرعوي هذه الديانة الالحادية الجديدة، نعرات وتفرقة، وصولية، سيطرة، اخضاع، اذلال تشويه وإضعاف لصورة الكاهن … إنها بلطجة بكل ما للكلمة من معنى… لقد صار لبنان نموذجاً لهذا الصراع الأيديولوجي الالحادي الذي يحاول بشتى الوسائل إغراق الكنيسة بكم هائل من النماذج الاجتماعية الصعبة، لقد أنتجت السلطات المتعاقبة التي حكمت لبنان الكثير من المآسي الاجتماعية، اذ عمل أصحاب هذه السلطات، وبشكل ممنهج على ضرب البنية الاقتصادية لكل عائلة لبنانية، زعماء او احزاب او اشخاص تستّروا من جهة بستار الدين وبالشعارات الوطنية الفضفاضة من جهة أخرى.
وهنا لا بدّ لنا ان نسأل:
١- هل نقبل بأن تكون الكنيسة مساحات عامة، ترمى فيها ضحايا أنظمة الإقصاء الالحادية الجائرة؟
ام عليها ان تقف وِقفة نبوية وِقفة رحمة وعدالة في وجه سلاطين هذا العالم الزائل الذين تسببت سياساتهم في تهديد الصيغة اللبنانية وفتح شهية هجرة شرائح اجتماعية كبيرة من أبناء مدننا وقرانا؟
٢- كيف سيكون شكل وطبيعة تحرك الكنيسة في هذه الظروف المستجدة؟ هل ستبقى الرعوية وفق منطق “هكذا تعودنا؟ (راجع فرح الانجيل)” ام رعوية ارسالية فاعلة، غير متكلفة؟
٣- كيف ستلامس رعوية الكنيسة هذا الواقع المعقّد؟ ما هي الوسائل والخطط، والأهداف؟