La Vierge de Fatima, sanctuaire de Fatima (Portugal)

ما الفرق بين أن نعرف الله ونعرف عنه؟

عيد سيدة فاطيما في 13 أيار

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

وهذه هي الحياة الأبدية:
أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. (يو 17: 3)
ما هي هذه المعرفة؟ ولمَ تعطي الحياة؟
” وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت” (تك 4: 1)
المعرفة في الكتاب المقدس إذاً هي أبعد من عملية فهم وإدراك هي أن تقيم علاقة … وعلاقة حميمة. طبعاً أن نعرف الله لا يعني أن ننتظر علاقة جسدية في هذا المفهوم بل ان نقبل أن يُدخل الله قلوبنا وكياننا الى حميمية محبته حيث ملء الحياة.
العبادة الحقيقية لله هي تسليمه الذات وهي طريق حياة وفي هذه المعادلة يبقى الإبن “المُرسَل” بإمتياز هو الكاشف عن وجه الله … وهو “الطريق والحياة”!
“ليس أحد يعرف من هو الابن إلاّ الآب ولا من هو الآب إلاّ الابن ومن أراد الابن أن يعلن له” (لو22:10). ففي هذه نرى الآب (يعرف) الابن والابن (يعرف) الآب. لأنّ الآب والابن واحد (يو30:10) وبهذا نفهم أنّ المعرفة إتحاد.
و بما أنّ الآب يريد حياة الإنسان، والابن تمّم الفداء لتكون للإنسان حياة:
اتحاد الإنسان بالإبن يزهر حياة.

الفرق شاسع بين أن نعرف الله ونعرف عن الله. فالإيمان ليس معرفة يقينية فحسب لأن الله ليس اسماً مجردًا أو فكرة لا تُحد نعرف عنها أموراً محدودة، إنه الإله الحقيقي الذي من العدم والجمود يعطي خلاصاً وهذا الخلاص يتطلّب ” أخذاً وعطاءً”: علاقة.
والعلاقة متطلّبة …فيها لا نرمي أي من طاقاتنا وعلومنا بل نستخدم كلّ هذه لتعميقها. دراسة كلمة الله والحديث معه في الصلاة، ملاقاته في خدمة الفقير (الفقير لخبز الجسد وخبز القلب) … كلّ هذه الوسائل تساعدنا أن “نعرف الله” لا فقط ” أن نعرف عنه”.

قد تكون اهمّ كلمات عذراء فاطيما حيث حصلت ظهورات للعذراء مثبتة كنسياً:
“لو أنّ الناس يعلمون ما هي الأبدية، لفعلوا كل ما بإمكانهم، ليبدّلوا سيرة حياتهم.”
لم تأتي الأم لترهب أبناءها وتهوّل عليهم وتقضي على سلام قلوبهم بل لتدعوهم الى معرفة تنقلّهم من هوامش الحياة حين يرقصون مع موتهم الى معرفة تقودهم الى ملء الحياة: الى مسيرة إتحاد بالله وبمسيحه.
اليوم فلندخل الى أعماق هذه المعرفة التي تسنح للكلمة أن تعيد – على صورة الله- تشكيل أذهاننا وتفتح باب جنة أقفلناها بأيدينا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير