يوم الاثنين المقبل، أي في 18 أيار 2020 ويوم مئويّة ولادة القدّيس يوحنا بولس الثاني (كارول فوتيلا)، سيتوجّه البابا فرنسيس إلى قبره في البازيليك الفاتيكانيّة، كما أشار إليه مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسوليّ ماتيو بروني في بيان صدر في 12 أيار، وبناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
“سيحتفل البابا بقدّاس السابعة صباحاً في كنيسة قبر القدّيس، وستنقله وسائل إعلام الفاتيكان مباشرة. وسيكون هذا القدّاس الأخير الذي يُنقَل مباشرة، بما أنّ الاحتفال بالقداديس سيُعاوَد في إيطاليا في اليوم نفسه (18 أيار)، وبوجود المؤمنين، ضمن ما سُمّي بالمرحلة الثانية من النضال ضدّ وباء فيروس كورونا”.
وقد أشار ماتيو بروني إلى أنّه ينقل للجميع أمنية البابا: “يتمنّى البابا أن يتمكّن شعب الله من العودة إلى الشراكة المألوفة مع الرب في الأسرار، عبر المشاركة في ليتورجيا الأحد واستعادة زيارة الرب يوميّاً والإصغاء إلى كلمته”.
من ناحية أخرى، كانت أبرشيّة كراكوف قد فتحت في 19 آذار الماضي دعوى تطويب والدَي كارول جوزف فوتيلا: إميليا وكارول الأب، فيما عبّر أساقفة بولاندا عن موافقتهم، في ظلّ إعطاء الفاتيكان الضوء الأخضر لذلك.
كانت إميليا في صغرها قد قصدت مدرسة تديرها راهبات، ثمّ تزوّجت كارول الأب سنة 1906 ورُزِقا بثلاثة أولاد: إدموند، أولغا ماريا التي ماتت قبل ولاة أخيها الصغير، وكارول جوزف البابا المستقبليّ.
ماتت إميليا إثر مشكلة في القلب وقصور في الرئتَين عن سنّ 45 عاماً، وذلك في 13 نيسان 1929.
أمّا إدموند الطبيب فقد توفّي في 5 كانون الأول 1932 بعد إصابته بعدوى الحمى القرمزيّة من مرضاه، فيما كارول الأب (الذي كان ضابطاً) مات في 18 شباط 1941 في وسط الحرب العالميّة الثانية. وكان قد تقاعد سنة 1927 وكرّس باقي حياته لتعليم ابنه الصغير، بعد أن عرف مآسي القرن العشرين مع وصول النازيّين والهرب نحو الشرق مع كارول، ثمّ العودة إلى الغرب تحت ضغط الجنود السوفيات.
في هذا السياق، كتب يوحنا بولس الثاني كم كان يطبعه استيقاظه ليلاً ورؤيته والده راكعاً يُصلّي. وشهد على “الصلاة المستمرّة” التي كانت تسكن والده، مع تعبيره عن امتنانه لكلّ ما فعله ذاك الأرمل، خاصّة لمّا كان كارول الابن صغيراً غير مُدرِكٍ لأهمية الموضوع.