كثيرون يتحدثون عن فيروس الكورونا، ولكن هذا أول حوار حصري مع الفيروس نفسه، لمعرفة المعلومة من مصدرها، إليكم نص الحوار:
المحاور: اسمحوا لي بطرح بعض الأسئلة التي تشغل الرأي العام، وقبل الحديث برجاء الحفاظ على المسافة بيننا على الأقل متر ونصف، هل ممكن تقديم نفسك للقارئ، نرغب في معرفة محل النشأة والعمر؟
الفيروس: أشكرك على إتاحة هذه الفرصة لي، لقد اشتهرت في الأشهر السابقة، ويعتقد البعض بأني حديث الولادة، وفريد من نوعي، بينما عمري لا يقل عن 5 سنوات، وانحدر من أسرة لها تاريخ كبير وذات تأثير بالغ على العالم، في الحقيقة أنا أصغرهم وأضعفهم.
المحاور: لم تذكر مكان النشأة، هل هناك سبب يمنعك من هذا؟
الفيروس: نعم، اسمح لي بعدم ذكر مكان النشأة لعدم الدخول في أمور معقدة ومسائل سياسية.
المحاور: أنت تعتقد أن ذكر محل النشأة مسألة سياسية؟
الفيروس: كما ذكرت لا أريد الرد على هذا السؤال، وتصدق أم لا لقد تم استغلالي في الفترة السابقة.
المحاور: أفهم من هذا أنك تحاول التبرير من الإتهامات المنسوبة إليك في تعطيل الحياة على وجه الكرة الأرضية وقتل أرواح الأبرياء؟
الفيروس: سيدي الفاضل، أنا فيروس صغير كيف أكون السبب في تعطيل حياة مليارات من البشر، وهل يعقل بأن أكون السبب الوحيد لقتل أرواح هؤلاء الناس؟
المحاور: هذا ما يعتقده الكثيرون اليوم، فهل تظن أنك بريء وتم التشهير بك في الإعلام العالمي؟
الفيروس: شكرًا على هذا السؤال، وأود من خلال هذا الحوار الحصري أن أوضح شيء هام. نحن نعمل في الخفاء، أنا وجميع أفراد أسرتي، ولا نحب الضجة الإعلامية، تأثيرنا يكمن في جهل البشر.
المحاور: هل ممكن توضيح أكثر؟
الفيروس: كما ذكرت بأنني لست وليد هذه السنة، وأعيش وسط البشر منذ سنوات ليست بقليلة، لم أقتل أحد غير الذي استسلم لي، ونحن انتشرنا بسرعة بسبب العادات الخاطئة التي تقومونا بها أنتم البشر. ننتشر الآن عن طريق ما تطلقون عليه التحيات الحارة ووسط الزحام، وأطير من سعال الأشخاص الذين لا يهتمون ولا يحترمون الإنسان الآخر، وصدقني أغلب التهم المنسوبة لنا هي تلفيق، وغير صحيحة.
المحاور: هل من الممكن أن تخبرنا أي التهم تعتقدون بأنها غير صحيحة؟
الفيروس: بالطبع، على الجانب الصحي أنا لا أقتل إنما أهدد حياة الإنسان صاحب المناعة الضعيفة، أما على الجانب الإقتصادي ينسب لي بأني من تسببت في الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية منها منع الكثير من السفر، ولكن كما قلت أنا صغير ولا أملك هذه الإمكانيات والقوة، ولكن من أشهروني في الإعلام، لديهم أجندات خاصة لا يفهمها أحد من البسطاء في الوقت الحالي، هل ممكن تسمح لي أن أظهر لكم تأثيري الإيجابي عليكم؟
المحاور: هل تعتقد أنه بالرغم من كل هذه الإتهامات بأن لكم تأثير إيجابي؟
الفيروس: صدقتني يا سيدي لدي تأثيرات وليس تأثير واحد إيجابي، وأشاركك أهمها.
المحاور: سأعطي لكم الوقت تفضل.
الفيروس: لقد شعر الكثيرون بأن هذه السنة بدأت مليئة بالأحداث السريعة. ألم تروا كيف أصبحت الحياة الأسرية؟ لقد أخذت الحياة بعض الأمهات بعيدًا عن أولادهن وبيتهن، ولم تعدن قادرات على طبخ الطعام الصحي في المنزل، إنما فرضت ظروف الحياة على الكثيرين منهن الذهاب للمطاعم وشراء المأكولات السريعة غير الصحية لابنائهن دون وعي. وبالمثل، الآباء فإنهم يخرجون للعمل يوميًا من الصباح حتى المساء ويرجعون منهكين في نهاية اليوم، ولم يعد هناك حوار حقيقي بين أفراد الأسرة ولا حياة أسرية حقيقية. أما الآن، وبسبب الخوف مني، تشاهد الأسر مضطرة للمكوث في البيت معًا لمدة ليست بقليلة، الأم مجبورة على طبخ طعام صحي، ليس لأن بعضهن يرغبن في هذا إنما خوفًا مني. كما يحاول الآباء إيجاد طريقة لجمع شمل الأسر، وقد اضطروا للمكوث في البيت.
المحاور: ولكن…
الفيروس: من فضلك لا تقاطعني وأعطني الفرصة للحديث، فأنا أتحدث لأول مرة للناس من خلالك.
المحاور: معذرة، تفضل أكمل حديثك.
الفيروس: هناك جانب إيجابي آخر، وهو عدم قدرة الكثير على السفر لبضعة أسابيع. أعيش معكم على هذه الأرض وأشعر بما يحدث، السفر شيء جيد ولكن تم المبالغة فيه. السفر الكثير أثّر على البيئة وعلى الكون كله. رأيتم أنتم البشر رؤساء دول يقيمون المؤتمرات والإجتماعات حول البيئة، يتحدثون لساعات وأيام كثيرة كلامًا نظريًا، ولكن هم أنفسهم يسافرون بوسائل تلوث البيئة يوميًا.
تابع الجزء الثاني.