لا تقتل.
الوصية قد تبدو واضحة.
ومع ذلك، يشير الرب، في عظة الجبل، إلى أن هذه الوصية حين نود أن نفهمها بشكل كامل، لا يجب أن تقف عند الفعل الخارجي للقتل فحسب، بل يجب أن نفهم أنها تحظر أيضًا قتل الآخرين في أفكارنا ومواقفنا وأقوالنا:
” قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم: من قال لأخيه يا أحمق، يكون مستوجب النار …”
(مت 5: 21-24)
قال الكاتب نيون ذات مرة أنه لا يتم إطلاق النار على أي شخص برصاصة لم يتم إطلاقها أولاً بكلمة – ولا يتم إطلاق النار على أي شخص بكلمة ما لم يتم إطلاق النار عليه أولاً بفكرة. القتل ليس مجرد عمل خارجي وحشي ؛ إنه ، في شكله الأكثر شيوعًا ، شيء داخلي خفي. كلنا بهذا المعنى نكسر الوصية الخامسة بطرق لا تعد ولا تحصى….
يعطي الأب رولهايزر عن هذا الموضوع صورة صادمة ولكن مفيدة يقول:
” يتجمد معظمنا في رعب من كلمة نكروفيليا (Necrophilia) – الممارسة المرضية ” للحب” مع الجثث! إنه أمر غير مفهوم بالنسبة إلينا. كيف يمكن لشخص ما فعل هذا؟! ومع ذلك، في أشكال خفية للغاية ، هذا ما نقوم به عندما ندع الحقد والحسد والجرح في جنون العظمة لدينا، يقتل الحياة في الآخر.
هذا ما نقوم به: حين ندع حسدنا من الآخر يقتل عفويته. و بانتقادنا اللاذع نقتل حماسه. و في إهمالنا نرفض وجوده، ونساعد في قتل قدرته على حب الآخرين؛ و بشكوكنا نقتل فيه الثقة. و من خلال السخرية والسلبية التي ننتهجها بدلاً من البحث عن الخير نحن نقتل فيه قدرته على البناء؛ هكذا نفضل الموت على الحياة …. وحين نغرم بما نفعل نصبح من “النكروفيليين “.
لا تقتل!
حتى و لو اعتقتدت ان الآخر على خطأ: صحح بمحبة!
لا تقتل!
لا تقم بإسكات دقات قلب – ليس فقط بمسدس، ولكن أيضًا بكلمات قاسية، أو أحكام مشبوهة، أو سخرية فارغة … لا تنتسب الى قاين، ولا ترفع شعاره المشين:
فلعنتك على ضحاياك تعود عليك و تتكتل!