أكّد الكاردينال بيتر توركسون من جديد أنّ العنصريّة “تتعارض مع أساس تصوّرنا للإنسان”: ككنيسة، نريد التأكيد من جديد على كرامة جميع البشر، الذين خُلقوا على صورة الله ومثاله”.
بعد مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 46 عامًا، على يد شرطيّ في مينيابوليس وتلتها عدّة أيّام من المظاهرات العنيفة في البلاد، دعا الكاردينال توركسون “الأساقفة والكهنة والرعاة وكلّ قادة المجتمعات المختلفة” في الولايات المتحدة “إلى تنظيم حدث مسكونيّ بين الأديان”. ولاحظ أنّه يمكن للجميع أن يجتمعوا للصلاة، الأمر الوحيد الذي يحتاج إليه جورج فلويد الآن”.
وتعليقًا على العنف الذي وقع في الولايات المتحدة، تحدّث عميد الدائرة من أجل خدمة التنمية البشريّة الشاملة، عن العنصريّة والعدالة ودور الكنيسة في هذه الحالة، عبر أثير إذاعة الفاتيكان.
وقال: “بكوننا كنيسة كاثوليكية، ها ما يمكننا القيام به: الصلاة على نيّة جورج الآن. وسيكون من الجيد لو ننظّم حدثًا كبيرًا للصلاة بهدف جمع الناس. سيعطيهم ذلك فرصة للتعبير عن غضبهم المكبوت، إنما بطريقة صحيّة ودينيّة وشفائية”.
أراد الكاردينال أن يضيف نداء الغفران واللاعنف. وفسّر بأنّ التظاهر أو الغضب أو الكبت لا يمكن أن يعيد جورج فلويد إلى الحياة. لا يوجد إلاّ شيء واحد يمكن أن يكون مفيدًا لجورج الذي يمثل أمام الله وهو المغفرة لقاتليه، تمامًا مثلما فعل يسوع”.
ورأى الكاردينال، بينما كان يتطرّق إلى موضوع العنصريّة، بأنّ هذه الظاهرة ليست محصورة في الولايات المتحدة فحسب، بل إنّ مشكلة العنصريّة نخلقها من الاختلاف في التنوّع، عوض أن تكون مصدر غنى”.
حذّر الكاردينال من أنّ المظاهرات العنصريّة “تقتل” كرامة الإنسان وتصبح “مصدر قلق كبير”: “في هذا السياق، أوضح رئيس المجلس الأسقفي الأمريكيّ، حول هذه القضيّة، أنّ الكبت الذي يشعر به الملايين من الإخوة والأخوات في الولايات المتحدة ليس إلاّ انعكاسًا مبرَّرًا عن معاناتهم وشعورهم بعدم انكفاء الفرص بسبب لون بشرتهم”.
وصرّح الكاردينال تورسكون من جديد مشيرًا إلى الحدث المأساوي الذي حصل في مينيابوليس بأنّ مقتل شخص يحطّ من إنسانيّتنا وعائلتنا البشريّة. إنها صرخة تدعو إلى العدالة. والصرخة التي تدعو إلى العدالة هي صرخة ضدّ ما يؤذي الأخوّة مما يمنعها من الوجود”.
وفي الختام، دعا الكاردينال إلى تغيير العقليّات من خلال التثقيف: إنها مشكلة كبيرة جدًا ومنتشرة في المجتمع، وبالتالي، فإنّ الوصول إلى جذور العنصريّة يعني أنه علينا إعادة تثقيف معنى الإنسانية وما تعنيه العائلة البشرية. نحن نتشارك الكرامة نفسها التي منحنا إياها الله، الذي خُلقنا على صورته ومثاله بالرغم من اختلافنا”.