“أظنّ أنّ اللاهوت الأخلاقيّ يجب أن يساعد على زيادة الوعي حيال “الخطايا” التي أدخلها العالم إلى حالته الطبيعيّة ولم يعد يعتبرها خطايا”: هذا ما قاله البابا فرنسيس في مقابلة أجرتها معه مجلّة Studia Moralia (وهي المجلّة العِلميّة التابعة للأكاديمية الحبريّة Alphonsian Academy في روما)، مع الإشارة إلى أنّ الجزء الأوّل من المقابلة نشره موقع المجلّة الإلكتروني، كما كتبت الزميلة ديبرا كاستيلانو لوبوف من القسم الإنكليزي في زينيت.
وقد دعا الأب الأقدس في المقابلة إلى تأمّل دقيق في بعض الأمور الأخلاقيّة المُلحّة وسط الوباء ووسط التحوّلات الاجتماعيّة.
“علينا جميعاً أن نتصرّف بمسؤوليّة، سواء أردنا أم لم نُرد إنسانيّة أكثر إنسانيّة، بدون عبيد وبدون رجال ونساء مُستغَلّين. علينا أن نسأل أنفسنا إن كنّا ما زلنا نريد أُمماً تستغلّ أمماً أخرى… ليس مقبولاً أن تبقى طريقة التفكير والعيش هذه نفسها بعد أزمة الوباء الكبيرة”.
من ناحية أخرى، تطرّق الأب القدس مرّة بعد إلى الفقر والضواحي وإلى عولمة اللامبالاة قائلاً: “يمكن رؤية الواقع بشكل أفضل من الضواحي. لأنّه مِن الوسط، تكون الرؤية ملطّفة ومُحرَّفة، فيما على الحدود الخارجيّة البعيدة نرى الحقيقة الصحيحة والخام بدون أيّ قناع”.
وأضاف الحبر الأعظم: “اللامبالاة اليوم هي طريقة للدفاع عن النفس. اللامبالاة حَجْر أختاره لنفسي، لأحميها من فيروس الواقع”.
وأخيراً، عاد البابا وشرح في المقابلة معنى “الكنيسة التي تخرج إلى الضواحي” لكن بمعنى عمليّ وحقيقيّ. وأضاف: “علينا أن ننفتح على لقاء حسّي مع الضواحي الوجوديّة بدون الوقوع في فخّ التأمّلات النظريّة التي لم تلتقِ يوماً مأساة وجمال الواقع”.