“إمّا تُشاركون أو أنّ التاريخ سيتجاهلكم”: كان هذا تحذير البابا فرنسيس لآلاف الشباب علماء الاقتصاد في العالم أجمع، والذين شاركوا عبر الإنترنت في لقاء “اقتصاد فرنسيس”، كما كتبت الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، ومع انتهاء اللقاء الذي جرى من أسيزي بين 19 و21 تشرين الثاني 2020، دعا الأب الأقدس خلال الحدث الذي دعا إليه بنفسه إلى “تغيير أولويّاتنا” قائلاً: “يجب أن نتقبّل بُنيَوِيّاً أنّ الفقراء يتمتّعون بكرامة كافية لجلوسهم في لقاءاتنا ومشاركتهم في نقاشاتنا وإحضار الخبز إلى منازلهم. وهذا يُعتَبَر أكثر من المساعدة”.
في هذا السياق، أضاف البابا إلى أنّه “علينا التفكير مع الفقراء، وليس التفكير عنهم. ولنتعلّم منهم كيف نجعل النماذج الاقتصاديّة التي ستفيد الجميع تتطوّر”.
وعبر رسالته المسجّلة الطويلة، حثّ الحبر الأعظم الشباب إلى “أن يكون لديهم تأثير في مُدُنهم وجامعاتهم، في العمل والنقابات، في الشركات والحركات، في الخدمات العامّة والخاصّة، بذكاء والتزام وقناعة، بهدف بلوغ المحور حيث يتمّ اتّخاذ القرارات”.
ثمّ شجب أسقف روما “النظام العالميّ الحاليّ” داعياً إلى “تغيير أساليب العيش ونماذج الإنتاج والاستهلاك وأنظمة السُلطة التي تحكم مجتمع اليوم”: “بدون هذا، لن تفعلوا شيئاً”، داعياً كلّ شخص إلى التساؤل “هل قلبي أشبه بحيٍّ مُغلَق؟”
في سياق متّصل، اقتبس البابا فرنسيس سلَفَه بندكتس السادس عشر قائلاً: “الجوع لا يتعلّق بنقص في الموارد المادية بل بنقص في الموارد الاجتماعيّة، والأهمّ من بينها مؤسّساتيّة”. ثمّ أكّد للشباب ما يلي: “إن استطعتم حلّ هذا، سيكون الطريق نحو المستقبل مفتوحاً أمامكم”.
وفي نهاية كلمته، حذّر البابا من “أنظمة الدَّين التي تشكّل بحدّ ذاتها طريقاً نحو الفقر وعدم الاستقلاليّة”، مُتمنّياً استحداث “آليّات سيطرة قادرة على تفادي أيّ شكل من أشكال الخضوع…”
وشجّع البابا سامعيه على التفكير في الـ”نحن مجتمعين” قائلاً: “عندما ستمرّ هذه الأزمة الصحية التي نختبرها، ستقضي أسوأ ردّة فعل بالسقوط في استهلاكيّة ضعيفة وفي أشكال جديدة من الحماية الذاتيّة”.