نصّ للتعمّق مأخوذ من كتاب “حوار الأديان والحوار الإسلاميّ المسيحيّ” للخوري غي سركيس، الفصل الثاني “قواعد الحوار بين الأديان وثماره”.
في ما يلي بعض السّمات الأساسيّة ل”انفتاح القلب” المؤسِّس ثقافة اللّقاء.
انفتاح القلب باب إلى تبادل أفكار. وهو يتطلّب إرادة صالحة تحثّ على التعبير عن معتقداتنا العميقة. فالالتزام بالآخر يشترط التشارك في هويّاتنا الدينيّة والثقافيّة المختلفة، لكن بوداعة ونزاهة واحترام.
انفتاح القلب سلّم يقود نحو المطلَق. والحوار نشاط سامٍ يشترط القلب النقيّ القادر على أن يرى الأمور على حقيقتها وبوضوح. فنقاوة القلب تعطي القوّة في السّعي لتقدير الآخرين وتفهّم وجهة نظرهم، أي تمنحنا فضيلَتي الحكمة والقوّة، لكي نمدّ يد الصداقة للجميع.
انفتاح القلب مسيرة نحو الصلاح والعدالة والتضامن، وعملٌ لخير القريب، اتّباعًا لقول القدّيس بولس إلى مسيحيّي روما: “لا تدع الشرّ يغلبك، بل اغلب الشرّ بالخير” (روم 12: 12). العمل لخير القريب يتدفّق مثل نهر شاسع يروي الأراضي القاحلة والصحراويّة، ويستصلح أراضي الكراهية والفساد، والفقر، ويستبعد العنف الذي يؤذي الحياة البشريّة ويفرّق الأُسَر ويشوّه عطيّة الخليقة” (البابا فرنسيس)