Le pape signe sa Lamborghini Huracan © L'Osservatore Romano

أين هي لامبورغيني البابا؟

لأجل مسيحيّي نينوى

Share this Entry

في 15 تشرين الثاني 2017، تلقّى البابا فرنسيس هديّة من شركة لامبورغيني: سيّارة هوراكان. فقرّر بيعها في المزاد العلنيّ لصالح جمعيّات خيريّة، لاسيّما لأجل إعادة بناء العراق.

و”عون الكنيسة المتألّمة” في إيطاليا هي إحدى المنظّمات التي منحها البابا فرنسيس هبة من المبلغ الذي تمّ جمعه، بحسب ما أشار إليه بيان صدر عن المنظّمة الإنسانيّة الكاثوليكيّة في 26 شباط الماضي.

وفي الواقع، وصل إلى المؤسّسة الحبريّة مبلغ 200 ألف يورو بناء على توصية من البابا بذاته، على أن يدعم المبلغ جماعات مسيحيّة عبّرت عن رغبتها في العودة إلى قُراها في سهل نينوى، مباشرة بعد هزيمة داعش العسكريّة.

هديّة لامبورغيني

في أيار 2018، تمّ عرض السيّارة المذكورة للبيع في المزاد العالني في موناكو، وقُدِّرَت قيمتها بـ715 ألف يورو، أو ضُعف ثمنها أساساً، كما أشارت إليه دار سوثبيز، وكما كتبت الزميلة أنيتا بوردان. وقد تمّ تقييم “هوراكان” بالأبيض والذهبي (تذكيراً بلونَي الفاتيكان) بمبلغ تراوح بين 250 و350 ألف يورو في كتالوج السيّارة. كما وتولّى المالك أيضاً دفع 20% من ثمن السيّارة، لتسديد الضريبة على القيمة المُضافة.

مِن الجدير بالذكر هنا أنّ سيّارة السباق الفاخرة باركها الأب القدس ووقّع على غطاء محرّكها، مع العِلم أنّ سرعة السيّارة قد تبلغ 325 كلم/الساعة.

أمّا الآن، فقد تمّ تحقيق مشروعَين لدعم مسيحيّي سهل نينوى بفضل لامبورغيني البابا. وعن هذا الموضوع، يقول أليساندرو مونتيدورو مدير “عون الكنيسة في إيطاليا”: “أوّل مشروع هو إعادة بناء قاعة كنيسة السيّدة للسريان الكاثوليك في بعشيقة، والتي دمّرها مسلّحو الدولة الإسلاميّة كلّياً. وعلاوة على مبلغ 200 ألف يورو الذي قدّمه البابا، منحت “عون الكنيسة” مبلغ 166 ألف يورو للمبادرة، كما وقدّم مُحسِنو المؤسّسة 124 ألف يورو أيضاً، ليُصبح المجموع 490 ألف يورو”.

فيما يتعلّق بالمبادرة الثانية، فهي تخصّ إعادة بناء حضانة السريان الكاثوليك والمكرّسة أيضاً للعذراء في بعشيقة، بعد تدميرها جزئيّاً من قبل المتطرّفين الإسلاميّين. “من أصل الـ200 ألف التي قدّمها البابا، تمّ تخصيص 34 ألفاً لهذه المبادرة. وقد انتهى العمل على المبنى الذي سيستقبل حوالى 70 طفلاً، حتّى ولو لم تبدأ فيه النشاطات رسميّاً بسبب كوفيد-19”.

من ناحيته، علّق أسقف السريان الكاثوليك في الموصل المونسنيور يوحنا بطرس موشي والأب رزق الله السيماني (خادم كنيسة السيّدة) على الحدث قائلَين: “يسرّنا أنّ العمل انتهى في حضانة العذراء التي ستُساعد أولادنا وتُشجّعهم على العودة إلى بعشيقة للدراسة مجدّداً”.

العودة إلى نينوى

بحسب آخر إحصائيّات “عون الكنيسة المتألّمة”، والتي تمّ تحديثها في 12 كانون الثاني 2021، أكثر مِن 45% من العائلات التي كانت تسكن في سهل نينوى عادت إلى ديارها، بفضل جهود التضامن الدوليّة. والمنازل التي تمّت إعادة إعمارها بمساهمة مختلف المنظّمات تمثّل تقريباً 57% من نسبة تلك المهدّمة. ويختم أليساندرو مونتيدورو قائلاً: “مع المشروعَين المذكورَين، أرادت “عون الكنيسة المتالّمة” تكريم هبة البابا والوقوف إلى جانب المسيحيّين الذين هاجمتهم الدولة الإسلاميّة، وذلك قبل رحلة البابا الرسوليّة إلى العراق”.

كما وأنّ ثمر البيع بالمزاد العالنيّ لسيّارة “هوراكان” ساهم أيضاً في تجديد دار لنساء “ضحيّات الاتجار” التقاهنّ البابا في 12 آب 2016 لمناسبة جمعة الرحمة، كما أشارت إليه “جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين”.

في السياق عينه، أشار البابا بذاته إلى أنّه سيوزّع قسماً من البيع بالمزاد على جمعيّتَين إيطاليّتَين أُخرَيَين تعملان في أفريقيا، وتُنجزان مشاريع لمساعدة النساء والأولاد أساساً.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير