إنّ الوعد بزيارة بلد الأرز الذي قطعه البابا فرنسيس خلال رحلة العودة من العراق إلى روما الأسبوع الماضي ولّد التأثّر والرجاء لدى اللبنانيّين. فقد كان وقع الخبر قويّاً على وسائل الإعلام والتواصل. و”رياح الرجاء تهبّ على لبنان منذ أن عبّر البابا عن نيّته بزيارة رسوليّة للبنان، الأرض المتألّمة والتي تواجه أزمة حياة”. هذا محتوى ما قاله الأب جاد شلوق خادم كاتدرائية القدّيس جاورجيوس للموارنة في بيروت، والتي دُمِّرَت في آب الماضي خلال انفجار مرفأ بيروت، بما أنّها تبعد 600 متر فقط عن الانفجار الضخم، كما أورد الخبر موقع “فاتيكان نيوز” بقسمه الفرنسيّ.
وأضاف الأب شلوق الماروني: “كتب كثرٌ على وسائل الإعلام يوم الاثنين الماضي في 8 آذار أنّهم ينتظرون “برهبة” البابا فرنسيس. وهذا الانتظار ليس فقط انتظار الكنيسة بتراتبيّتها بل انتظار الشعب كلّه. نحن بحاجة إلى التمكّن من لمس الرّجاء بأيدينا، ومِن معرفة أنّ هناك مَن يدعمنا”.
ويُحلّل كاهن الكاتدرائية أنّ الأب الأقدس، و”كما توجّه إلى العراق ليقوّي الشعب ويشجّعه على المصالحة الحقيقيّة، فإنّه ينوي القيام برحلة مماثلة كي يتصالح لبنان أيضاً مع مشاكله”.
بلد في أزمة حياة
ويؤكّد الكاهن على حدس البابا الذي يقول إنّ “لبنان يواجه أزمة حياة” قد تطال العديد من الجماعات المسيحيّة كالسريان والكاثوليك والأرثوذكس واللاتين الذين قد يخسرهم البلد، مع إشارته إلى أنّ لبنان يشهد نزفاً قويّاً من المسيحيّين الذين يتركون البلد بحثاً عن وضع أفضل وأكثر استقراراً وسلاماً. “إنّه نزف لن يتوقّف… كلّ أسبوع نودّع صديقين على الأقلّ. وهذا صعب بالنسبة إلينا. لكنّ من تخطّوا الخمسين يهربون أيضاً ليبدأوا مجدّداً من الصفر. إلّا أنّهم في أعماقهم لا يريدون ترك البلد، على الرغم مِن الصعوبات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة”.
وختم شلوق قائلاً: “في نفس المسيحيّين اللبنانيّين، يندمج اليأس بالرجاء. وزيارة البابا قد تُعطيهم القوّة ليستعيدوا رسالتهم. لذا، نحن ننتظره”.