عدم الاكتراث مرض للنّفس ، هو وباء العصر الحالي….
إنّ عدم الاكتراث هو نعس يستولي على النّفس فتنحلّ قواها….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
هو المناضل، والمحارب… ناضل العمر بكامله، وسعى إلى تحقيق هدفٍ ينير الطّريق، ويهدي إلى مشروعٍ خلاصيّ …
هدفه تمجيد اسم الرّبّ، من خلال مروءةٍ كبرى، تفيض حركةً تقود إلى القداسة…حركة تفيض بركة، وتعلن فاعليّة الله في فعل خلقه…فاعليّة العناية الإلهيّة الّتي تقود بالنّفوس، إلى بناء مداميك إيمانٍ، وأفعال قداسة …
أحبّ الكبّوشيّ تلك النّعم التّي تهدينا إيّاها السّماء… وبذل الكثير لمضاعفة ما أعطي له…
لطالما تساءل قائلًا:”كيف لي أن أهدأ، وأهل الأرض متعبون؟؟؟” سعى مهرولًا إلى تحقيق فرح ما تريده منه مشيئة الله. اعتبر أنّ عدم الاكتراث هو نعس يستولي على النّفس ، فتنحلّ قواها ..
أكثر أبونا يعقوب من الصّلاة على نيّة من يغفو كسلًا، من يستولي النّعاس على إيمانه، ويعيش ضبابيّة كوابيس، تغرقه في صخب الضّياع…
كان مسيحيًا حيًّا، بإيمانه ثابر، ووصل، بالرّغم من صعوباتٍ كثيرة سار على السّكّة المؤدّيّة إلى المحطّة المرجوّة…”كونوا أشخاصًا أحياء أصحاب مثل عليا، أشخاصًا يغيّرون العالم. لا تبقوا بلا حراك، ولا تكون كالتّماثيل … والأهمّ هو ألّا ننسى أنّ الحياة رحلة. وعلى الرّغم من الصّعوبات، أو الأخطاء، يجب النّهوض، والعودة إلى السّكّة” (البابا فرنسيس)
قدّم الكبّوشيّ الإماتات راجيًا، أن تنهض تلك النّفوس من غفلتها، داعية إلى الله، ملتجئة إلى حضن مريم الأم …
كان يعتبر أنّ اللّه خلقنا، ورأسنا نحو السّماء، وأرجلنا تدوس الأرض، حتّى نحتقر الأدنى، ونعطي الأهميّة الكبرى للأعلى.
يا لنعاسنا الدّائم!!! نغطًّ في غفوةٍ ترمي بنا وسط كسلٍ لا نعرف اليقظة منه…
يا لعيشنا الضّبابيّ…!!!! بتنا نئنّ في عصرٍ جعلنا نرتجف كورقة خريفيّة مزّقها اليباس، تترنّح ثملةً مع هبوب الرّياح….بتنا نسكت أمام أخطاء كثيرة تجرّ بنا نحو ظلمات نحياها… نعاسنا يبعدنا عن نشاط المؤمن اليقظ…
مع كلّ نفسٍ نتشقّه، نختنق في صعوبات قاهرة، ولكنّنا أبناء الإيمان….
فلنصلِّ، ونجتهد …. لعلّنا نرى كرم السّماء، وجود العناية الإلهيّة الّتي تمطر علينا سخاء نعمها…