إنّنا بحاجة إلى أخلاقٍ حسنة، أكثر من حاجتنا إلى علمٍ، لأنّ العلم الرّاقي غير مطلوب من الجميع، أمّا الأخلاق الحميدة، فيتحتّم توفّرها في جميع خلق الله….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
يراع العلم الرّاقي، هو نور كلمتك يا ربّ…
إن أنرنا به ظلمات قلوبنا، وبيوتنا، فهو خير دليلٍ إلى تربية أولادنا، تلك التّربية الّتي ينادي بها أبونا يعقوب.
فالأخلاق الحميدة، ليست سحرًا، إنّما هي مرافقة الأهل من الصّغر، مرافقة حقّة، أساسها الإيمان، والحب،ّ والعلم.
أساس التّربية الحقيقيّة، ذاك النّور المنبعث من التّربية على فرح الكلمة، على غذاء الكلمة- النّور، على فرح الكتاب المقدّس. فالكلمة هي نور الطّريق الّذي سيرافق مسيرة حياتنا،
وهي الّتي تجعل أبناءنا يتقدّمون بالسّنّ، والحكمة، والنّعمة،أمام ناظريْ الرّبّ، والنّاس.
يدعو أبونا يعقوب إلى تربية البنين، وتلقينهم أصول الإيمان المسيحيّ، لأنّ الإيمان هو حياة عقلنا بنوره، وحياة قلبنا بحرارته، وحياة أعمالنا بتدبيره…. الرّبّ خلق الكون، وهو وحده يحفظُه، وخلق العائلة كي يمكثَ معها لتُحفظ. الأولاد هم ثمرة حبّ مباركة من الرّبّ. الويل لنا إن نزعنا عنها زهرها … ويل لنا إن لم نروِها، ولم نجعلها تكبر، بأجمل معاني الأخلاق التّي تستمدّ ميزتها من تعاليم الكتاب المقدّس، والإيمان المسيحيّ الحقّ.
العائلة واحة حبّ، ومشاركة، وتضحية…العائلة مشروع قداسة … العائلة كنز كبيرمن الفضائل، والنِّعم…” الأهل هم عرّابو أولادهم، وهم، الكهنة ، والمرشدون الأوائل في حياتهم. هم الّذين يعظونهم تبعًا لكلام الإنجيل، ويعلّمونهم كيفيّة التّصرّف.” “الخوري أنطوان القزّيّ.”
لنبنِ أولادنا على أساس المسيح… لنقتدِ بالعائلة المقدّسة، ولنعتنِ بأبنائنا، قبل أن يخطف منّا الوقت ما لم نعد قادرين على فعله …
“هكذا كلّ واحد منكم، أيّها الآباء والأمّهات: نعطي كلّ عنايتنا لهذه التّماثيل العجيبة، على مثال الرّسّامين الذّين نراهم يعملون في لوحتهم، وفي تمثالهم… ضعوا في هذا الفنّ كلّ الوقت لكي “تفبركوا” للإله هذه التّمائيل العجيبة” “يوحنّا الذّهبيّ الفم”
أولادنا تحفتنا الفنيّة، نقدّم إليهم وقتنا، وعنايتنا، واهتمامنا، نُفرح قلوبَهم بشعلة حبّنا، نَفرح ونتمتّع برؤيتهم، تلك الجواهر المرصّعة ببريق الإيمان، ، والخير…
أولادنا هديّة سماويّة… فلنحافظ عليها، ولنُفرِح من خلالها، من أهدانا إيّاها…