Rio de Janeiro © wikimedia commons / Chensiyuan

البرازيل: تسعون عاماً على تدشين تمثال المسيح في كوركوفادو… ماذا قال البابا؟

دعوة إلى الأخوّة وتجديد التزام استقبال الآخرين

Share this Entry

“الدعوة إلى الأخوّة التي يُوجّهها ربّنا للمدينة وللبلد برمّته” تتمثّل بمسيح “كوركوفادو” في ريو دي جانيرو: هذا ما أشار إليه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في رسالة وجّهها، باسم البابا فرنسيس، إلى رئيس أساقفة ريو دي جانيرو الكاردينال أوراني جواو، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.

ودعا الأب الأقدس في رسالته إلى الأخوّة في جميع أنحاء المدينة والبرازيل، مُتمنّياً تجديد الالتزام حيال استقبال الآخرين، “خاصّة وأنّ المسيح هو مَن يستقبل الجميع: إنّه يسكن في المدينة ويدعو الجميع إلى الاقتراب منه. فإن كانوا قريبين منه، كانوا قريبين من بعضهم البعض”.

تدشين سنة 1931

في الواقع، في 12 تشرين الأول 1931، تمّ تدشين تمثال المسيح. إلّا أنّ الفكرة كانت قد نشأت قبلاً عندما، في القرن التاسع عشر، طلب الأب بيدرو ماريا بوس من الأميرة إيزابيلا بناء مَعلم دينيّ كبير.

سنة 1921، اقترحت أبرشيّة ريو دي جانيرو (عاصمة البرازيل آنذاك) المشروع مجدّداً، على أساس عريضة قدّمتها 20 ألف امرأة. ثمّ نُظِّم “أسبوع النُصُب” لجمع التبرّعات الضروريّة التي أتت من الكاثوليك البرازيليين.

ابتدأت الأعمال سنة 1926 وانتهت سنة 1931. لم يفقد أيّ عامل حياته خلالها، على الرغم من شروط العمل الصعبة في ارتفاع مماثل. يبلغ ارتفاع التمثال 38 متراً ويزن 1100 طنّاً. المهندس البرازيلي Heitor da Silva Costa – الذي كُلّف القيام بالأعمال – تخيّل المُخلّص موضوعاً على هذا الارتفاع، ظاهراً من عتمة الليالي، وهو أوّل مَن تُحييه نجمة الصبح ويُضيئه مغيب الشمس التي تُشكّل هالة حول رأسه.

كتب كوستا: “اعتدنا استخدام الإسمنت لأعمال الهندسة والعواميد، لكن استطعتُ أن أظهر أنّه يمكن استخدامه أيضاً في الفنّ، حتّى ولو كان ذلك غير اعتياديّ. أنا مقتنع أنّه مادة المستقبل”.

إلّا أنّ الإسمنت كان مُخيّباً للآمال من الناحية الجماليّة. وخلال رحلة إلى باريس حيث رأى المهندس نافورة مياه، خطرت له فكرة تغطية مساحة التمثال بالموزاييك والحجر الأملس الرائج في البرازيل.

أمّا رسم المسيح الذي عمل عليه النحّات الفرنسي البولندي بول لاندوسكي فيعود للفنّان الفلورنسي كارلوس أوزوالد.

لاندوسكي عمل على التمثال بأجزاء من الطين نُقِلَت عبر البحر إلى البرازيل، حيث تمّت إعادة صناعتها بالإسمنت.

Le Christ Rédempteur du Corcovado (Rio de Janeiro, Brésil) © Vatican News

Le Christ Rédempteur du Corcovado (Rio de Janeiro, Brésil) © Vatican News

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير