الوردة هي رمز مميّز لمريم العذراء، سلطانة السماوات والأرض.
خلال العصور الوسطى، ازدانت حدائق الأديرة بشجيرات الورود والتي استخدمها الرهبان والراهبات ليس فقط لتزيين الكنائس لكن لأغراض طبية أيضاً.
وفي القرن الثاني عشر، أصبحت الورود الحمراء ترمز لآلام المسيح ودماء الشهداء.
كتب الفيلسوف دانتي في الكوميديا الإلهية عن الوردة السريّة، التي تمثّل محبّة الله.
الورود في الظهورات المريمية
ظهرت الورود في بعض الظهورات المريمية العجائبية. فنتيجة إحدى ظهوراتها أصبحت السيدة العذراء تُعرف باسم “الوردة السريّة“. ذلك عندما ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية وعلى صدرها ثلاث وردات للإيطالية بيارنا غيلي.
مريم هي الوردة التي بلا أشواك، لأنها أم المسيح. يقول التقليد، قبل أن تدخل الخطيئة العالم وتُفسده، كانت الورود في الفردوس بلا أشواك. ظهرت الأشواك بعد أن سقط آدم وحوّاء في الخطيئة. وبما أن مريم قامت بدور حيوي في خطة الله الخلاصية، فقد ارتبطت بطهارة الورود الأصلية، العديمة الفساد، التي خلقها الله في الفردوس.
عندما ظهرت مريم العذراء في لا ساليت، كانت ترتدي إكليل من الورود بالإضافة إلى وردات صغيرة على حذائها.
في ظهوراتها في بونتمان، وفي قرية بانو البلجيكية، وأيضاً في لورد، رافقت ظهورها الورود الرائعة الجمال.
أما أشهر الورود المرتبطة بالسيدة العذراء فهي بلا شكّ الورود العجائبية في ظهورات سيدة غوادالوبي عام ١٥٣١ .
عندما جعلت الورود تتفتّح في موسم الشتاء وأرشدت خوان دييغو أن يقطفها ويضعها في عباءته ويريها للأسقف كدليل على لقائه بها. وبحضور الأسقف، فتح خوان عباءته فسقطت منها الورود وانطبعت عليها صورة العذراء المعروفة باسم سيدة غوادالوبي.
الوردية المقدسة:
بما أن هناك ترابط وثيق بين مريم العذراء والورود، فإن الصلاة التقليدية التي يُصليها الناس لمريم ويتأمّلوا بواسطتها في حياة إبنها يسوع المسيح تدعى المسبحة الوردية. في الكثير من ظهوراتها في العالم، شجّعت العذراء مريم تلاوة الوردية المقدسة بإيمانٍ وثقة .
الوردية ومعناها إكليل من الورود، تعتبر كتقدمة باقة ورود روحية لمريم ويسوع.
كذلك تعتبر رائحة الورود في كثير من الأحيان “رائحة القداسة” لأنها تشير إلى حضور القداسة الروحية. كثير من الناس شهدوا أنهم أخذوا ( شمّوا ) رائحة الورود بعد تلاوة المسبحة الوردية.
صلاة الى مريم العذراء ، الوردة السرّيّة
يا مريم، الوردة السرّيّة، الحبل بلا دنس.
أمّ ربنا يسوع المسيح، أمّ النعمة، أمّ الجسد السري، أمّ الكنيسة،
لقد نزلت إلى الأرض وطلبت منا نحن أبناءك
أن نحبّ بعضنا بعضاً، وأن نتّحد ونعيش بسلام.
وطلبتِ منا أن نمارس المحبة، الصلاة، والتكفير عن خطايانا والخدمة والعطاء والتضحية .
نحن نشكر الله من كل قلوبنا أنه أعطانا إياك أمّاً لنا
ووسيطة في كل حاجاتنا.
يا مريم الممتلئة نعمة، أرجوك ساعديني،
أتوسل إليك وامنحيني طلبتي الخاصة.
لقد وعدتينا بحمايتك الأمومية، أيتها الممتلئة نعمة: “أنا دائماً قريبة جداً منكم، بحبي الأمومي”
أيتها الوردة السريّة، الطاهرة، الأم الحزينة،
أرجوك أظهري لي أنك أمي،
يا عروسة الروح القدس،
وسلطانة السماوات والأرض ، آمين .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك