استقبلت روما في 12 و13 أيار مؤتمر الأوضاع العامة للولادات، وهو حدث يهدف إلى اقتراح ساحة عمل لمحاربة الشتاء الديموغرافي الذي تغرق فيه شبه الجزيرة الإيطاليّة وجزء كبير من أوروبا.
ففي رسالة نُشِرَت لهذه المناسبة، كرّر البابا قلقه حيال هذه الظاهرة وطالب “بسياسات حسّية تهدف إلى إعادة إطلاق الولادات والعائلة”، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
لم يعد تطوّر الديموغرافيا الإيطاليّة يُشكّل قلقاً خاصّاً بالكنيسة الكاثوليكيّة فحسب. فكلّ المجتمع يتجنّد بوجه هذا “الشتاء” الذي يُسوّد مستقبل شبه الجزيرة، خاصّة وأنّ وباء كوفيد زاد مِن آثار تراجع عدد السكّان وزيادة عدد الوفيّات.
من ناحيته، عجز البابا فرنسيس عن أن يكون موجوداً جسديّاً في الحدث، فتمّت قراءة كلمته. وقد وصف فيها موضوع الولادات بالطارىء الاجتماعي، خاصّة وأنّه عبّر مراراً عن قلقه حيال تراجع الديموغرافيا في الغرب، مُشيراً إلى أنّه يرى في هذه الظاهرة “مشكلة وجوديّة… إنّها مشكلة رجال ونساء يرغبون في إنجاب ولد إلّا أنّهم يعجزون عن ذلك. يصعب على الكثير من الشباب تحقيق أحلامهم العائليّة، لذا يُخفّضون من توقّعاتهم ويكتفون بالسطحيّات… إنّه فقر مأساوي يطال الإنسان في غِناه”.
كما واعتبر البابا أنّ “عدم رؤية مشكلة انعدام الولادات هو مشكلة قصر نظر، لا بل النظر إلى ما هو أمامنا فقط. إنّه الاعتقاد بأنّ المشاكل هي دائماً معقّدة وأنّه لا يمكننا أن نفعل شيئاً. إنّه ببساطة التخلّي”.
ثمّ ختم أسقف روما كلمته بالقول “إنّ الخروج من التراجع الديموغرافي ممكن”، داعياً إلى إعادة إطلاق الولادات.