“على القدس أن تبقى تراثًا مشترَكًا وألاّ تصبح حكرًا حصريًا لدين واحد!” هذا ما أعلنه أساقفة التنسيق في الأراضي المقدسة عندما أنهوا حجّ التضامن الذي دام خمسة أيام في المنطقة. وقد أشاروا في بيان صدر في ختام الزيارة وأشار إليها موقع أخبار الفاتيكان يوم الخميس 26 أيار 2022 إلى أنها “مدينة يهودية ومسيحية ومسلمة”.
فكّر الأساقفة من أوروبا وأمريكا الشمالية هذه السنة بعنوان حول “القدس، مكان النفس، أمّ تربّينا وتجعلنا ننمو”. وفي خلال حجّهم، قابلوا المسيحيين المحليين وعقدوا ندوات لتسليط الضوء على أهمية الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.
هذا وذكّر الأساقفة، في بيانهم أنّ “الجماعة المسيحية هي ضرورية لهوية القدس، الآن وفي المستقبل في الوقت ذاته”. ولاحظوا بأنّ هذا الوجود المسيحي هو مهدَّد وكثيرون ممن قابلوهم هم مضطرّون لمواجهة العنف والترهيب من قِبل مجموعات المستوطنين ويعانون القيود على حريّة تحرّكهم أو الانفصال عن عائلاتهم بسبب الوضع القائم”.
ثم فسّر الأساقفة أنّ الجماعة المسيحية المحلية عبّرت عن “قلقها” بسبب القيود الأحادية الجانب على حرية العبادة التي فرضتها الشرطة الإسرائيلية في خلال زمن الفصح”.
بالرغم من التحديات التي تواجه المسيحيين في الأراضي المقدسة، إلاّ أنه لا يزال توجد بوادر أمل: “لقد قابلنا شبابًا يرفضون أن يكونوا الجيل الأخير من المسيحيين في المدينة، على الرغم من الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان”. وأشار الأساقفة إلى وجود منظمات مسيحية تعمل بلا كلل للتخفيف من المصاعب وتحسين حياة الناس”.
كما أشار الأساقفة في بيانهم الختامي إلى اغتيال الصحافية الفلسطينية المسيحية شيرين أبو عقلة، التي قُتلت في جنين في 11 أيار الفائت، “والألم الشديد وغضب المسيحيين المحليين” بسبب وفاتها.
انتهى البيان بدعوة الحجاج إلى العودة إلى الأراضي المقدسة ودعم المسيحيين المحليين ماديًا: “يجب أن تكون رحلة الحج الحقيقية إلى الأراضي المقدسة رحلة إيمان ولقاء وتضامن”.