إنها صرخة ألم أطلقها الأسقف جوزيف طوبجي: “هنا، الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. 90٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر بينما العالم نسينا”. يروي كاهن حلب الماروني أنّ سوريا التي دمرتها سنوات من الحرب الدامية، والتي تشهد اليوم وفاة أطفالها هو ليس بسبب القصف، بل بسبب الحصار. أصابت العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على النظام السوري منذ اندلاع الحرب في عام 2011 السكان السوريين ووضعهتم على خط المواجهة.
ومن المفارقة، كما يشرح كاهن الأبرشية، “في كل البلاد تقريبًا، لم يعد هناك قتال، إلا في المناطق الشمالية، لكنّ الناس ما زالوا يموتون: هذا الوقت من الجوع. يقع اللوم على العقوبات، التي تم فرضها منذ أحد عشر عامًا. يقابلني الناس ويقولون، “أبتِ، كان الوضع أفضل عندما كانت القنابل تتساقط …”.
النقص الناجم عن الحرب في أوكرانيا
ضاعفت الحرب في أوكرانيا من معاناة السكان وعدد المعوزين والجياع. يقول الأب جوزيف طوبجي: “لقد أصبح كل السكان يتسوّلون. لقد حرمتنا الحرب الأوكرانية مرة أخرى من الحبوب والنفط والغاز. الكهرباء تعمل فقط ساعتين في اليوم وليس لدينا مادة المازوت لتشغيل المولدات. ثم هناك الفساد الذي يتنامى مع الفقر”.
الكنائس المتحدة للرعاية
لخّص رئيس أساقفة حلب الماروني في سطر واحد أنّ دور الكنيسة يكمن في كونها علامة رجاء: “بدون الكنيسة لا يمكن للناس أن يعيشوا”. ويفخر الأسقف بتكرار ذلك في حلب “يعمل الأساقفة الكاثوليك الستة من مختلف الطقوس وكذلك الأساقفة الأرثوذكس الثلاثة معًا لتقديم المساعدة المادية والروحية. ومع ذلك، فإن هذا المسار يصعب حقًا اتباعه “.
رحيل الشباب
مشكلة أخرى خطيرة تواجه سوريا وهي محاولة الشباب مغادرة البلاد بشكل غير قانوني. استنكر الأب إلى أنّ “كثيرين منهم يحاولون الفرار وهذا يعني أنّ الأمة تخسر، مقابل كل شاب يهرب، عائلة كان من الممكن أن تتأسس”.