إنّه مطلع ترنيمة كتبها أبونا يعقوب، وحملها الأب “ليونار” الكبّوشيّ إلى “ماردين” حيث علّمها إلى أهل تلك المنطقة، فباتت ترنيمة صلّاها الجميع، كصلاةٍ أخيرة، رافعين التّسبيح إلى الرّبّ، قبل أن يستشهدوا، نتيجة طعنات الأوغاد بالسّكاكين، والخناجر…
هكذا كانت كلمات “أبونا يعقوب”… صلاة أطلقها المؤمنون قبل الاستشهاد… إنّها وزنة من وزنات الربّ… حملها الكبّوشيّ فباتت سلامًا من قلبه، إلى قلب هؤلاء… إلى قلب الرّبّ…
الأب “ليونار ملكي” ( حبيب عويس) البعبداتيّ كان مرسلًا في “ماردين”، عرف أنّه في خطر، بعد أن كتب له رفاقه طالبين منه أن يغادر مكانه… حمل حقيبته، وإذا بصوت رئيسه العجوز “الأب دانيال الإيطاليّ”، يقول له: “أهكذا تتركني وحدي؟” … واجه الموت بمحبّة أخيه العجوز… اعتُقل، تعذّب… ضُرب، عُلّق، رأسه إلى الأسفل، جُلد… وطُلب منه إنكار دينه، فأبى … وهكذا نال فرح السّماء….
وحاكاه الأب “توما صالح” البعبداتي إيمانًا، وحبًّا بالرّبّ، الّذي اعتقل، وعُذّب، وحكم عليه بالموت. ومات على طريق المنفى في “سيواس”. وكتب القاصد الرّسولي يبلّغ خبر استشهاده خاتمًا رسالته، هي وحدها أجمل رثاء: ” يا طوباه”
طوبى لهما… أحبّا المسيح… استشهدا… وها هما على طريق القداسة…
إنّه السّعي المسيحيّ، إلى بلوغ القداسة…
وها نحن اليوم نرى “أبونا يعقوب” يكتب لتكون الكلمة صلاته في أنحاء العالم كلّها…
نراه المثابر، والمجاهد لعيش الإيمان المسيحيّ، لعيش فرح الكلمة، يسوع المسيح، أغنية رجاء، وصلاة قداسة أطلقها على أرض الظّلم، والطّغيان، والقتل…
تلك كانت راية يعقوب التّي رفعها راية قداسة في ساحات الاستشهاد…
بين يعقوب، وليونار، وتوما… قداسة فرنسيسيّة، وعناية إلهيّة، ورجاء خلاص….
طوبى لك يا لبنان…
طوبى لأرضٍ تزهر الحبّ، وتثمر القداسة…
ربّي يسوع…
نرفع صلاتنا اليوم…
خيرًا، وسلامًا نتمنّى…
صحّةً، ومحبّةً نتمنّى…
ربّي يسوع…
نريد لبنان الفرح…. لبنان الحبّ… لبنان الإيمان، والرّجاء…