ما هو الووك أو الووكيسم؟ هل هو فكر ديني جديد يدعو الى عبادة إله جديد؟

بدعة جديدة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ما هو الووك أو الووكيسمWoke ou Wokisme ؟
هل هو فكر ديني جديد يدعو الى عبادة إله جديد ام هو مجرد إيديولوجية او فلسفة جديدة؟
ماهي تعاليمه والافكار التي يروّج لها وهل هو فكر حضاري بنّاء بمعنى أنه يبني الحضارة الانسانية وهل هو يتوافق مع الإيمان المسيحي؟

كلمةwoke بالإنكليزية، تعني “مستيقظ” أو متنبّه، بمعنى أنّه شخص واعٍ للمظالم التي عليه محاربتها وناشط في مقاومة الهيمنة خصوصًا تلك التي لها علاقة بالعدالة الإجتماعية والعدالة العُرقية بحسب قاموس ميريام-وبستر .
بدأ استعمال هذا المصطلح منذ خمسينيات القرن الماضي من قبل ناشطين سود في الولايات المتحدة دفاعًا عن حقوقهم ، ثم انتشر سريعًا ابتداءً من سنة 2010 للإشارة إلى الحركات الجديدة المناهضة التي خرجت من الأوساط الجامعية في الولايات المتحدّة الأمريكية.
كما ساهمت أيضًا في انتشاره حركة Black Lives Matter في كاليفورنيا سنة 2014 بعد مقتل الشاب الأسود “مايكل براون” على يد الشرطي الأبيض “دارين ويلسون”، ثم استعمل بشكلٍ أوسع كشعار ضدّ التمييز العنصري واضطهاد الُمثليين والأقليات الجنسية والمهاجرين ومن هم من المهمّشين بشكل عام . وصل إلى فرنسا حوالي سنة 2020 ومذاك وهو في تمدّدٍ دائم.

للوهلة الأولى، تبدو هذه الموجة السياسية متعطّشة للعدالة والمساواة ورفض العنصرية بكلّ أشكالها، محاربة العبودية، كشف أضرار الرهاب، وما شابه، لكن مع مرور الوقت أفرغ “المستيقظون” معنى كلمة ووك تدريجيًا لتصبح نهجًا سطحيًا فارغًا ولتأخذ منحى منحرفًا.

ثورة اللاعقلانية وإلغاء الثقافات
يرى البعض مثل الصحافي “فيفيان فرغنو” Vivien Vergnaud أنّ مصطلح Wokisme يستعمل في السياسة لوصف الأخصام السياسيين الذين هم عادة من اليساريين. وهو يشير كذلك إلى إيديولوجية تعادي الثقافة Cancel Culture
ويرى البعض الآخر أن هذه الحركة عبارة عن ثورة ثقافية في تمدّد كما يقول الصحافي برايس كوتوريهBrice Couturier وقد نجحت في التسلّل إلى كلّ نواحي الحياة اليومية كالسياسة، التعليم، الشركات والإعلانات التجارية وغيرها. هذا التمدّد الخطير نستشعره في بعض المواقف المعلنة لسياسيين معروفين.
نقرأ مثلاً على أحد المواقع:
“العالم يحتضر بسبب الكثير من العقلانية والقرارات التي يتخذّها المهندسون. أنا أفضَل النساء اللواتي يقُمنَ بإلقاء التعاويذ على الرجال الذين يقومون ببناء المفاعل النووية!”.
هذا القول المؤيّد للساحرات ليس لأحد الهيبيين أو لأحد التابعين لبدعة العصر الجديدNew Age ، بل هو للنائبة الفرنسية المدافعة عن البيئة، “ساندرين روسو”Sandrine Rousseau أستاذة العلوم الإقتصادية ونائبة سابقة لرئيس جامعة ليل!

من جهةٍ أخرى، نرى أنّ الووكيسم أخذ له منحى مؤيّد بشدّة لنظرية الجندر والدفاع عن حقوق الأقليات الجنسية LGBT فعبارات مثل “رجلٌ حامل”، أو “امرأة لها عضو ذكري” تبدو عادية جدًا بالنسبة لمؤيّدي هذا الفكر وكلّ من يعارضه يُصنَّف كإنسانٍ رجعي ومتعصّب!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

جيزل فرح طربيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير