pixabay.com

كيف يمكن أن تكون شخصًا متفائلاً؟

التفاؤل رغم كل شيء

Share this Entry

الحياة مزيج من الأيام الجيدة والسيئة، نواجه فيها مواقف تختبر قدراتنا وصبرنا، والقليل منا فقط يمر بهذه الأوقات العصيبة بابتسامة على وجوههم، هؤلاء الناس متفائلون، أشخاص سيجدون جانبًا إيجابيًا في أي موقف يواجهونه، وكونك شخصًا متفائلًا لا يعني أنك أصبحت غير مبالٍ بمشاكلك، بل يعني أن لا تدع المشاعر السلبية تطغى عليك، إن عيش حياتك بهذه العقلية الإيجابية يمكن أن يحسن من مزاجك، ويحافظ على صحتك، ويشعرك بالامتنان للأشياء الجيدة في الحياة.

لقد سمع معظمنا قصة نصف الكوب الممتلئة التي تُعلمنا أن المتشائمين يرون أن الكأس نصف فارغ بدلاً من أن يكونوا ممتنين لما لديهم، بينما المتفائلون سعداء بامتلاك شيء ما على الأقل، ومع ذلك، فإن الواقع ليس بهذه البساطة، الفرق بين المتفائل والمتشائم لا يكمن في المشاكل التي يواجهونها، بل يكمن في كيفية تعاملهم مع هذه المشاكل، إذا كان هناك سطر واحد يلخص جوهر التفاؤل والتشاؤم، فيجب أن يكون هذا الاقتباس الذهبي لونستون تشرشل “يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة” لا يوجد أحد مثالي، وحتى الأشخاص الأكثر إيجابية يكافحون للتغلب على الصعوبات في الحياة، لكن استخدام قوة الإرادة للتغلب على هذه الصعوبات والأمل في مستقبل أفضل هو ما يميز المتفائل عن المتشائم، دعني أوضح أن هذا لا يعني أن التشاؤم سيء بأي حال من الأحوال، مثل كل شيء آخر، التوازن أمر بالغ الأهمية هنا، وتحقيق التوازن في حياتك بين كلا المشاعر هو الطريقة الوحيدة التي ستنجح بها في الحياة، تجبرك درجة من التشاؤم على أن تكون متحكمًا وحذرًا في العديد من النقاط الحاسمة في الحياة، كونك شخصًا متفائلًا لا يعني أن تغض الطرف عن كل مشاكلك وتركز على الأشياء الجيدة، بدلاً من ذلك، يعتمد الأمر على كيفية تعاملك مع ضغوط الحياة، هل تستسلم، أم تعتبرها تحديًا؟ ببساطة، عندما تتبنى عقلية متفائلة، لن تختفي مشاكلك، لكنك ستتمتع بالقوة لمواجهتها بطريقة مثمرة.

فكيف يمكنك أن تكون شخصًا متفائلًا؟

حافظ على عقل منفتح وتعرف على السلبية في أفكارك لا يمكنك أن تعيش الحياة على أمل أن يتحول كل شيء إلى الكمال، من الطبيعي تمامًا أن يكون لديك بعض الأفكار السلبية، وليس من الصحي تجاهل هذه المشاعر، لذا حاول الاعتراف بمشاعرك بدلاً من تجاهلها إذا كنت قلقًا بشأن موضوع معين أو تحدي قادم، فمن الجيد التعرف على قلقك وإعداد نفسك على أفضل وجه ممكن، صدق أو لا تصدق، توازن المشاعر السلبية أمر حيوي لإبقائنا متماسكين، فالمشكلة لا تظهر إلا عندما تترك هذه المشاعر تحجب تفاؤلك، اسمح لنفسك أن تمر بأيام سيئة، فإجبار نفسك على أن تكون إيجابيًا يمكن أن يؤدي إلى بناء مشاعر سلبية وتأثير عكسي مع مرور الوقت، اسمح لنفسك أن تشعر بكل مشاعرك وأفسح المجال لها، في بعض الأحيان، يمكن أن تكون لحظات الحضيض نقطة انطلاق نحو تحسين الذات، بقول كارل روجرز عالم نفس أمريكي “الإنسان المتعلّم هو الذي يتعلّم التعلُّم” فمهما كان ما تمر به، فكر في ما تعلمته، كيف يمكنك تحويل هذا التحدي إلى فرصة؟ بالتأكيد، قد يستغرق الأمر بعض الوقت، وقد تصطدم السلبية بأفكارك الإيجابية أحيانًا، لكن بدلاً من إنكارها، حاول قبول ذلك، بالتأكيد سيكون عليك مواجهة المواقف السلبية في حياتك، ولكن عليك أن تظل قويًا وإيجابيًا دائمًا، سيساعدك هذا النوع من التفكير على التغلب على المحيط السلبي.

أحط نفسك بأشخاص إيجابيين إذا كنت تحيط نفسك بأشخاص يتمسكون ببؤسهم بدلاً من المضي قدمًا، فستجد نفسك تفعل الشيء نفسه، حيث يؤثر الأشخاص السامون على تفكيرك بشكل سلبي، بينما سيشجعك قضاء الوقت مع الأشخاص السعداء والإيجابيين على أن تكون إيجابيًا أيضًا، فأحط نفسك بأحبائك، حيث يمكن أن تكون عائلتك وأصدقائك منارات للضوء الذي تحتاجه في الحياة، يمكن أن يوفر لك التواصل معهم للحصول على الدعم أو حتى لمجرد الضحك معًا القدرة التي تحتاجها لمساعدتك على الاستمرار وتخطي العقبات.

الامتنان ابذل جهدًا لتكون ممتنًا للأشياء الصغيرة في الحياة وكن سعيدًا بما أنت عليه، إذا كنت تشعر بالإحباط أو عدم التحفيز، فخذ بعض الوقت للتفكير في كل الأشخاص الرائعين من حولك، وكل الأشياء الجيدة في حياتك، ما هي الأشياء التي أنت ممتن لها اليوم؟ ما الذي يلهمك؟ ما الذي يجعلك سعيدًا؟ من السهل جدًا التركيز على الأمور السلبية في حياتك والتذمر منها، بينما من الصعب أن ترى الأشياء الجيدة من حولك وتكون ممتنًا لوجودها، فكن ممتنًا لكل شيء ولكل شخص يُحدث فرقًا في حياتك، امتدح شخصًا ما على عمله، حفز أصدقائك وزملائك، وامدح أفراد عائلتك، لا يمكنك أن تجعل الجميع سعداء في حياتك، لكن يمكنك  أن تعبر عن مدى الامتنان لهم وتتشارك ولو القليل من السعادة معهم.كتب كارل روجرز “نعتقد أننا نصغي، لكن نادرًا ما نستمع بفهم حقيقي وبتعاطف حقيقي. ومع ذلك، فإن هكذا استماع وتعاطف هما أهم قوى التغيير التي أعرفها”.

على الرغم من أن العقبات قد تعترض طريقك، فمن المهم أن تتذكر أن المتفائلين هم مفكرون مبدعون يمكنهم التعافي من النكسات، وجه طاقتك نحو التفكير الإيجابي واترك لنفسك أحلامًا كبيرة، فإذا كنت لا تشعر بالسعادة في الوقت الحالي، حاول أن تكون إيجابيًا لأن هذا ما يحفزك ويعزز إحساسك بالأمل، في الواقع، يمكن أن تؤتي ثمار الكأس التي يضرب بها المثل على أنها نصف ممتلئة بعدة طرق غير متوقعة، من تحسين تجربة عملك إلى تعزيز علاقاتك وحماية عقلك وجسمك. تقول سوزان سيغيرستروم أستاذة علم النفس “الأشخاص المتفائلون هم أكثر التزامًا بأهدافهم، وأكثر نجاحًا في تحقيق أهدافهم، وهم أكثر رضا عن حياتهم، ويتمتعون بصحة عقلية وجسدية أفضل مقارنة بالأشخاص الأكثر تشاؤمًا”.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير