سلّط الكاردينال فرناندو فيلوني، الحاكم الأعلى لجمعيّة فرسان القبر المقدّس، الضوء على قدرة البابا بندكتس السادس عشر الراحل على إضفاء إنجيل المسيح على العالم المعاصر، ذاكِراً ثلاثيّته التي ألّفها والتي سجّلت أكبر المبيعات، “يسوع الناصري”.
بعد أن كان فيلوني سفيراً بابويّاً، عيّنه البابا الراحل بديلاً عن القائم بأعمال أمانة سرّ الدولة الصغيرة، ثمّ عميداً لمجمع تبشير الشعوب (الذي تمّ دمجه حاليّاً مع دائرة التبشير)، ليُعيّنه بعد ذلك كاردينالاً سنة 2012. من هنا، أصبحت معرفة فيلوني بالبابا الراحل وطيدة.
وفي ذكريات شخصيّة عن البابا الراحل نشرها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، وصفه الكاردينال بـ”نبيّ عصرنا”، شارِحاً لمراسِلة الموقع المذكور أنّه “مثل الأنبياء في الكتاب المقدّس، تمكّن من مخاطبتنا عن الله في عالمنا الحاليّ”.
“يبدو لي أنّ بندكتس السادس عشر كان نبيّاً في عصرنا، لأنّه شعر بدعوة إحضار العالم – الذي كان يتغيّر بسرعة وينسى الله – ليلقى حضوره”.
إعلان إنجيل يسوع لعالم “سائل”
يذكر فيلوني أنّ بندكتس السادس عشر عاش بين قرنَين، لعب في الأوّل منهما دوراً كخبير في المجمع الفاتيكاني الثاني، ثمّ كعميد مجمع عقيدة الإيمان، وكمعاون قريب للبابا القدّيس يوحنا بولس الثاني.
كما وأشار إلى أنّ جوزف راتزينغر اضطرّ إلى مواجهة واقع عالم متغيّر يصبح “سائلاً”، بحسب ما كرّر ذلك بنفسه مراراً، “فاقِداً بذلك مرجعيّاته الروحيّة والأخلاقيّة”. لذا شعر “بالدعوة لمخاطبتنا عن الله في عالمنا”.
تحفته “يسوع الناصري”
كان “الإيمان” و”المنطق” موضوعَين مِحوَريَّين في تأمّلاته اللاهوتيّة، التي كان في قلبها “اللقاء مع المسيح الحيّ”، منبع وذروة الظهور، وهذا ما أعاد إخباره ببراعة في كتبه الثلاث “يسوع الناصري”.
ويُضيف فيلوني: “هذه التحفة اللاهوتيّة التي تختصر فكره ليست سيرة يسوع، بل لقاء لإنسان اليوم مع الإنجيل وفي الإنجيل”.
“كما في زمن يسوع، أراد الإعلان عن ملكوت الله. كانت هذه غاية رؤيته اللاهوتيّة خلال سبعين سنة من الحياة الكهنوتيّة والأسقفيّة والبابويّة. من هنا، فإنّ قلب تلك الرسالة كان: يسوع يُحقّق ملكوت الله”.