ما نحتاجه اليوم ليس “كائنات ذو شهادات جامعية وتخصّصات علميّة”، بل بشر متخصّصون بــ”الإنسانية”.
قبل أن نتخصّص بالهندسة، لنتعلّم كيفيّة بناء منزل حجري، ربما يجب أولًا أن نتخصّص بــ”الأبوّة”؛ لنعرف كيفيّة بناء العائلة. فما الحاجة إلى منازل من حجر فارغة أو يسكنها إنسان لوحده؟
قبل أن نتخصّص بالتمريض والولادة لضمان استمرارية الحياة البشريّة، ربما يجب أولًا أن نتخصّص بـ”الأمومة”؛ فما الحاجة إلى حياة بشريّة يكون فيها الأبناء وحيدين، مجروحين، محرومين من عاطفة الأم وإهتمامها؟
قبل أن نتخصّص بالتعليم لتربية أجيال مثقّفة، ربما يجب أولًا أن نتخصّص “بالحياة” لنربّي “بشرًا” مثقّفين؛ فما الحاجة إلى بشر تشبه آلات مجرّدة من المشاعر، وتملك دماغ فحسب؟
قبل أن نتخصّص بإدارة الأعمال لحسن إدارة الشركات والأموال، ربما يجب أولاً أن نتخصّص بـ”الصداقة”؛ فما الحاجة إلى المال والشهرة إذا كنتُ وحيدًا؟
قبل أن نتعلّم كيفيّة الحفاظ على أجسادنا؛ ربما يجب أولًا أن نتعلّم الحفاظ على “القلوب” التي وُضعت بين أيدينا؟
هذا ما نحتاجه اليوم…
