Affiche Du Film « Con Esta Luz »

راهبة قامت بعمل عجز رئيس بلاد عن فعله

فيلم وثائقي عن راهبة تدعى الأم تريزا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يركّز الفيلم الوثائقي على الحياة الصعبة لفتاتين صغيرتين تحميهما راهبة وإلى الأسلوب اللّتين تدخلان فيه إلى عائلة الأخت ماريا روزا.

نظّمت سفارة هندوراس لدى الكرسي الرسولي والإصدار الإسباني للصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو عرضًا خاصًا للفيلم الوثائقي “تحت هذا النور”) في روما، في نيسان الفائت. يخبر الفيلم عن حياة الأخت ماريا روزا ليغول وعملها.

وُلدت الراهبة في 21 تشرين الثاني 1926 في بويرتو كورتيس، في هندوراس. ترك والدها العائلة بعد بضعة أشهر من ولادتها وهو كندي فرنسي الجنسيّ ووضعتها أمها في ميتم حيث ترعرعت فيه. في السادسة من عمرها، قابلت راهبتين من أخوات القديس فرنسيس، وعند عمر التسع سنوات التقت بهما من جديد في مدرسة القديس فرنسيس، عندما أتتا من ألمانيا للخدمة في هندوراس. حاولت مرات عديدة أن تدخل إلى الرهبنة، وتحقق ذلك أخيرًا في العام 1949.

بدأت بالعمل كممرّضة في مستوصف كوماياجويلا (هندوراس) وكانت من الفريق الليليّ. “كان لدي صديقتان في المدرسة وهما يتيمتان أيضًا، إنما كانتا تعانيان وتعرّضتا لسوء المعاملة. قلتُ لبريدونجوجو في مقابلة أجريتها في العام 2016: “يا ربّ، سأبني يومًا ما بيتًا صغيرًا لأستقبل فيه هؤلاء الفتيات”.

يعرض الفيلم الوثائقي، حياتها باللغة الإسبانية وهو مترجَم حاليًا إلى اللغة الإنكليزية. عُرض في نيويورك، لوس أنجلوس وشيكاغو في 11 آب الفائت وهو متوفّر حاليًا على Apple TV+، Vudu، Google Play، You Tube TVOD وi Tunes  منذ 15 آب. تعود الأغنية، التي تحمل موضوع الفيلم، إلى المغنية الشهيرة كارى موريسون (التي التقت بالبابا فرنسيس في الفاتيكان منذ شهر حزيران 2023  أثناء حدث فني).

يبدأ الفيلم الوثائقي بدعوة الأخت ماريا روزا الأطفال إلى كتابة ماضيهم على ورقة ورميها في النار: “علينا أن ننسى حياتنا الماضية”.

إذًا يعرض الفيلم الوثائقي أنشطة الأخت ماريا روزا وبعض الشبيبة التي كانت تهتمّ بهم. كان عملها متمحورًا حول رعاية اليتامى وأطفال الأهل المسجونين. أسّست دار اليتامى الأوّل في العام 1964 وأعلنت اسم المؤسسة Sociedad Amigos de los Ninos في العام 1966.

اهتمّت ب 87 ألف ولد فقير في هندوراس وبنت لهم مستقبلاً برؤية بسيطة: “الآن سنبدأ بعيش حياة جديدة، حياة ملؤها النور”.

وتقول في المشهد: “إنّ هدف حياتي هو تخفيف معاناة الآخرين. توجد نسبة 67 في المئة من السكان في هندوراس يعيشون في الفقر وأكثر من 260 ألف طفل أصبحوا يتامى بسبب العنف”.

يذكر سيناريو الإنتاج طفولتها في دار الأيتام وطريقة معاملة الأيتام هناك، والتجربة التي دفعتها إلى بناء بيوت لإيواء الأطفال المشرّدين. بنت أوّلاً عشرة بيوت عائلية.

في أحد المشاهد، تغني الأخت ماريا روزا وهي تحمل الصليب بين يديها: “وقعت بحبّ ابن مريم وأهديته حبّي إلى الأبد”. تؤكّد أنّ يسوع المسيح هو مخلّص الجميع، مقبّلةً الصليب. لقد ترجمت حبّها للمسيح بأعمالها، تمامًا مثل حبّ يسوع للأطفال.

وتقول صونيا إيرازو، مديرة بيت بيدرو أتالا، بإنّّ هذه الراهبة “هي امرأة بقلب كبير، قامت بما عجز رئيس بلاد عن القيام به: ربّت 50 ألف طفل وساعدت العائلات والمعاقين والمرضى عقليًا ولم تكن ترفض شخصًا”.

هذا وفتحت الأخت ماريا روزا مدرسة للفتيات، ومساكنًا لطلاّب الجامعة وعشرات العيادات الطبية في المناطق الجبلية في هندوراس، بالإضافة إلى 500 مركز استقبال.

يتطرّق الفيلم الوثائقي إلى الحياة الصعبة التي عاشتها الفتاتان والتي حمتهما الراهبة وإلى الطريقة التي دخلتا فيها إلى البيت العائلي للأخت ماريا روزا، مما ساهم في نموّهما الشامل كنساء وأفراد.

هي تعبّر مرارًا وتكرارًا عن روح عملها: “إرادة الله تدفعني. لا أخاف شيئًا، ولا حتى من الرصاص إذ هي تقتل الجسد ولكنها عاجزة عن قتل الروح”.

قام قوات الكونترا، وهم جيش مناهض للثورة تموّلها وكالة المخابرات المركزية بالبحث عنها من أجل عملها الإنساني، لكنهم لم يعثروا عليها، على الرغم من أنهم أطلقوا النار على مساعدها، وهو كاهن كنديّ. “لقد طلبت من الله القوّة والإيمان والثقة للتغلّب على هذه المحنة ومواصلة الحياة”.

توفيت الأخت ماريا روزا بسبب فيروس كورونا في 16 تشرين الأوّل 2020 عن عمر ناهز 93 عامًا. وصفت عملها بالقول بإنّها نفّذت ما طلب الله منها. وأما عن دعم الكثير من الأشخاص لها التي كانت ترعاهم، فقالت: “هم لا يدينون لي بشيء. ما يجب عليهم فعله هو تقديم هذه الرحمة لكلّ شخص يقابلونه أينما ذهبوا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير