سنة  ١٦٧٢ ، ظهر الرب يسوع على القديسة مارغريت ماري ألاكوك مُشيراً الى قلبه الأقدس قائلاً : ” هوذا القلب الذي أحب العالم حبًّا عظيماً، ولا يلقى من الكثيرين جزاءً، غير نكران الجميل والفتور وقلّة الإحترام لسرّ محبّته ” .
إنّ عبادة قلب يسوع تعني حبه اللامتناهي لنا. وتقوم بتخصيص أوّل جمعة من كل شهر بالقلب الأقدس، بتناول القربان الأقدس وممارسة أعمال التقوى. أمّا ثمرة هذه العبادة فقد لخّصها المخلّص نفسه في مواعيده للقديسة مرغريتا مريم الأكواك:
١ – سوف أمنحهم جميع النعم اللازمة لحالتهم.
٢ – ألقي السلام في بيوتهم.
٣ – أعزيهم في جميع أحزانهم.
٤ – أكون ملجأهم الأمين في حياتهم و خاصة في مماتهم.
٥ – أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.
٦ – يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة الغزيرة.
٧ – تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.
٨ – ترتقي الأنفس الحارة سريعاً الى قمة الكمال.
٩ – أبارك البيوت التي تضع فيها صورة قلبي للتكريم.
١٠ – امنح الاكليروس موهبة يلينون بها القلوب الأشد صلابة
١١ – من يعمل بهمة على نشر هذه العبادة فسيكون اسمه مكتوباً في قلبي و لن يمحى منه أبداً.
١٢ – الوعد الكبير “إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيئ سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر مدة تسعة أشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، و يكون قلبي ملجأ اميناً في تلك الساعة الاخيرة”.
**فعل التكريس لـ قلب يسوع الأقدس** :
يا قلب يسوع الهي المسجود له الممتلئ قداسة ورحمة.
انّني أجسر أن أهدي لك قلبي، لأنّك قلبُ قدّوس القديسين وما قلبي إلّا ضعيف ومائل إلى الخطأ ومع ذلك فإنّي واثق بأنّ رحمتك الغزيرة تقبله منّي لتطهّره وتصلحه وتقدّسه.
يا معلّمي المحبوب إنّي أهدي لقلبك الأقدس، ذاتي بجملتها وكلّ ما أنا حاصل عليه وأملكه؛ أي حياتي وموتي وعقلي وتمييزي ومخيّلتي وإرادتي ولا سيّما قلبي مع جميع حركاته وأشواقه، أهدي لك جسدي وحواسي وأقوالي وأعمالي وجميع أشغالي وأفراحي وآلامي، وبالنتيجة انّي أهدي ذاتي واكرّسها بجملتها لقلبك الأقدس من الآن وحتى الأبد.
هذا وإنّي بكلّ سرورٍ أعدك بأنّي سأكرّم قلبك الأقدس وأسجد له كلّ أيّام حياتي وسأجتهد بنشر اسمه واكرامه وجذب القلوب الى محبّته.
إنّ قلبك الإلهيّ الموجود حقيقةً مع ناسوتك المقدس تحت السّر العجيب، سرّ القربان، سيكون منذ الآن وصاعداً ملجأي وراحتي وتعزيتي ورجائي ومحبّتي.
يا مخلّصي الحبيب ليكن قلبك تتمّة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن لي كلّ شيء، أي نوري وقوتي وسندي ومقرّي وحياتي.
وأنتِ ايّتها العذراء التي حبل بها بلا دنس، أمّي وسيّدتي العزيزة إنّي اقدّم هذا التكريس على يديك المباركتين وبواسطة قلبكِ المتألّم الطاهر، لكيما يقبله الرّب يسوع ابنُكِ باستحقاقاتكِ، بلا باستحقاقاتي التي لا توزاي شيئًا. وأطلب منكِ ان تحفظيني الى النفس الأخير من حياتي أمينًا لقلب ابنكِ الحبيب الذي تجب لهُ المحبّة والمجد الى دهر الداهرين، آمين.
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك