أجرى ميل غيبسون مقابلة مع LifeSiteNews كشف فيها عن مسلسل تلفزيوني حول حصار مالطا في العام 1565 الذي أدّى إلى معركة ليبانتو في العام 1571، وأنهت المسيحية فيها الغزو الإسلامي للأراضي المسيحية.
هنري سير، هو عضو سابق في فرسان مالطا، ومؤلّف كتاب “الديكتاتور”، يعلّق على معركة 1565 التي قاوم فيها فرسان القديس يوحنا حصار السلطان سليمان لمدة أربعة أشهر. تكمن أهميّة المعركة في أنّ سليمان قرّر مهاجمة فرسان القديس يوحنا الذين تأسسوا في العام 1084، وطردهم من جزيرة رودس عام 1522. استقر الفرسان في مالطا.
دمّر سليمان المجر وهدد فيينا بمضاعفة فتوحاته وأرسل قواته البحرية إلى غرب البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي شكل تهديدًا كبيرًا لأوروبا المسيحية.
أعطى جيبسون لموقع Movieweb.com بعض التفاصيل الإضافية حول المشروع: إنه “مسلسل تلفزيوني محدود عن حصار مالطا، وهي قصة مذهلة، ولا يوجد سوى موقع واحد لتصوير الفيلم، أعني مالطا، لأن هذا هو المكان الذي حدث فيه الأمر، في هذه الحصون حيث دافع 700 فارس عن مالطا ضد هجوم الأتراك. أرسل سليمان 40 ألف رجل وسفينة وانتصر الفرسان! هذا أمر جنونيّ!”
يوضح الأب زكريا بورتيلي، كاهن من أصل مالطي، أنّ “مفتاح هذا النصر كان تفاني فرسان القديس يوحنا، وهي جماعة دينية من الجنود تأسست في زمن الحروب الصليبية للدفاع عن المسيحية ضد العدو الإسلامي وقتئذٍ. وكان الفرسان يعتنون بالمرضى والمجموعات أثناء الحج إلى الأراضي المقدسة. ومع مرور الوقت، اكتسبت طابعًا عسكريًا في مواجهة الهجمات المسلحة من المسلمين”.
استولى العثمانيون على جزيرة رودس التي دافعت عنها جماعة فرسان القديس يوحنا في العام 1522. وتنازل الإمبراطور تشارلز عن جزيرة مالطا للفرسان في العام 1530 للدفاع عن هذه النقطة الإستراتيجية.
تردّد الفرسان في قبول مالطا بسبب مناظرها الطبيعية ذات الشجيرات الجافة. لكن كان لديها ميناءان كبيران في الشمال، حيث يمكنهم إرساء أسطولهم. هاجم العثمانيون مالطا عام 1551، لكن صلابة الفرسان ردعتهم، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مدافعين عن المسيحية وحرّاس المرضى والحجاج.
في حصن سان تيلمو، علمت مجموعة من الجنود الإسبان أنها ستموت: بلغ عدد القوات المدافعة عن مالطا 6500 رجل وحوالي 500 فارس، بينما بلغ عدد القوات العثمانية 50000 رجل. لم يكن الدفاع عن الجزيرة، المكون من حصون سميكة وحجرية، يحتوي على بارود، بل إيمان كبير في القلب.
وبفضل الصلوات المتواصلة، في 8 أيلول 1565، وهو عيد ميلاد السيدة العذراء مريم، تخلى العثمانيون عن المعركة وابتعدوا. لقد تكبدوا خسائر فادحة وكان لديهم نقص في الإمدادات. وفي نهاية الحصار، تقدم كبار مسؤولي الرهبانية بالشكر للرب. لم يواجه فرسان القديس يوحنا مرة أخرى معركة بحجم معركة الحصار الكبير، على الرغم من أنها دعمت معركة ليبانتو في العام 1571، والتي كانت بمثابة تراجع بحري للعثمانيين في البحر الأبيض المتوسط. حكم فرسان القديس يوحنا مالطا حتى العام 1798.