vatican media

دراسة تكشف مدى ثقة الإيطاليين بالبابا فرنسيس

ثقة بالبابا ولا ثقة بالكنيسة

Share this Entry

البابا فرنسيس هو الشخصيّة الأكثر احترامًا بالنسبة إلى الإيطاليين، أي 76% منهم يعبّرون عن ثقتهم بقيادته. وهذه الثقة هي أبعد من الممارسة الدينية وجاءت هذه النتائج بعد دراسة أخيرة أجراها مركز ديموبوليس، الذي استطلع أكثر من 3000 إيطاليّ بهدف استكشاف مشاعر الناس تجاه اليوبيل والتحديات الكبيرة التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية.

الرجاء في أزمة: موضوع حاسم للعام 2025

يلقى موضوع السنة صدى كبيرًا في عالم يعتقد فيه 75% من الإيطاليين أنّ الرجاء هو بأزمة. وعوض التركيز على التجديد الروحي فحسب، يرى الكثيرون أنّ السنة المقدسة تمثل منصة لمعالجة القضايا الاجتماعية الملحة. يتوقع 70% أن يعزز اليوبيل جهود السلام في المناطق التي تعاني من الحروب، بينما تأمل الأغلبية أن تعزز الكنيسة موقفها تجاه الفقر والجوع وعدم المساواة، وهي قضايا تميز حبريّة البابا فرنسيس.

يعتقد ثلثا الإيطاليين أنّ التزام البابا فرنسيس بالسلام والأخوة هو إحدى السمات المميزة لفترة حبريته. إنّ تركيزه على مساعدة المهمشين وتعزيز القيم الإنجيلية يلقى صداه لدى 60% من المستطلعين. بالإضافة إلى ذلك، فإن أسلوبه في التواصل، الذي يجمع – وفقًا للدراسة – بين الوضوح والتعاطف، أكسبه إعجابًا واسعًا. وقد أشار أكثر من 40% من المشاركين إلى اهتمامه الخاص بالشباب ورؤيته لكنيسة مفتوحة للجميع ومواكبة للعالم الحديث. كما يُعتبر دفاعه عن البيئة، الذي يتجلى في رسالته العامة “كن مسبّحًا”، جانبًا مميزًا آخر من قيادته.

تحديات الكنيسة

على الرغم من أنّ البابا فرنسيس يحظى بمستوى عالٍ من الثقة، غير أنّ الثقة في الكنيسة كمؤسسة لا تزال منخفضة (45%). يعكس هذا الفارق اتجاهات اجتماعية أوسع، بما في ذلك تراجع المشاركة الدينية. في حين أن 72% من الإيطاليين يعلنون أنهم كاثوليك، فإن واحدًا فقط من كل ستة يشارك في القداس بشكل منتظم.

من بين التحديات الرئيسية التي حددها الناس نذكر التوفيق بين الإيمان والواقع الحديث، معالجة فضائح الاعتداء الجنسي، وإشراك الأجيال الشابة. بالإضافة إلى ذلك، يرى الكثيرون أنّ على الكنيسة أن تبقى على تواصل في النقاشات حول السلام والعدالة، في ظل مواجهة انخفاض في الدعوات الدينية.

دعوات للتجديد والإبداع

بينما يوفر اليوبيل فرصة للتأمل، يرى العديد من الإيطاليين أنه يمثل فرصة لتطور الكنيسة، حيث يدعو 57% إلى تعبير أكثر إبداعًا عن الإيمان لجذب الأجيال الشابة. كما يطالب حوالي 40% بمشاركة أكبر من العلمانيين والنساء، بينما يقترح آخرون استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الروابط داخل مجتمع الإيمان.

ومن اللافت أن نسبة أصغر ولكن مسموعة، حوالي 20%، تؤكد أهمية الدفاع عن التقاليد كوسيلة لإعادة إحياء الكنيسة. هذه التوترات بين الابتكار والتقاليد تسلط الضوء على تعقيد الطريق الذي يجب أن تسلكه الكنيسة.

لقد جعلت قدرة البابا فرنسيس على الاستجابة لمخاوف العالم الواقعي منه شخصية موثوقة ليس بين الكاثوليك فحسب، ولكن أيضًا بين عموم الشعب الإيطالي. وكما لاحظ بيترو فينتو، مدير مركز ديموبوليس: “يُقدّر الإيطاليون تطابق البابا مع الاحتياجات الحقيقية للعائلات وقدرته على التواصل بوضوح وأصالة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير