ندد رئيس أساقفة يانغون بأنظمة الطبقات الاجتماعية والانقسامات في البلاد خلال القداس الإلهي الذي احتفل به بمناسبة السيامة الأسقفية للمونسنيور ريموند واي لين تون، الأسقف الأوّل على تاميلي.
في سياق الحرب الأهلية المستمرة في ميانمار، يرى الكاردينال تشارلز ماونج بو، رئيس أساقفة رانغون ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في البلاد، أنّ وحدة البلاد أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. خلال قداس السيامة الأسقفية للأسقف المعاون الجديد لأبرشية رانغون، تطرق الكاردينال بو إلى الوضع الحالي الذي تمرّ به البلاد، مقدمًا بعض النصائح لأول أسقف تاميلي في ميانمار، المونسنيور ريموند واي لين تون.
يُعد الشعب التاميلي مجموعة إثنية لغوية تنحدر من جنوب الهند وشمال شرق سريلانكا، وهو معروف بتاريخه العريق ولغته القديمة.
في كلمته، حث الكاردينال بو الأسقف الجديد على “إيجاد أمل في الشفاء للشعب البورمي الجريح”، مشددًا على أنّ الآلاف يحتاجون إلى حضوره وكلماته وخدمته العلاجية. وقال: “في أوقات عدم اليقين والأزمات، كما نعيشها اليوم في ميانمار، مع الاضطرابات السياسية، ونزوح السكان، والمعاناة الاجتماعية، يجب أن يبقى الأسقف ثابتًا في الإيمان، مثل إبراهيم، الذي وثق في وعود الله حتى عندما بدا كل شيء مستحيلًا”. وأكّد الكاردينال بو أنّ إيمان الأسقف يجب ألا يستند إلى حلول العالم، “بل إلى العناية الإلهية الثابتة لله”، حتى “في أحلك اللحظات”. وأضاف: “أمام اليأس، يجب أن يذكّر شعبه بأنّ عدالة الله وسلامه سيسودان، حتى لو لم نتمكّن من رؤيتهما بعد.”
بوصلة أخلاقية وسط الظلم والخوف
في عظته، أقرّ الكاردينال بو بالتحديات الكبرى التي يواجهها شعبه، داعيًا الأسقف الجديد إلى التقدم بالإيمان لمساعدة الشعب المتألم. وقال: “في عالم يهيمن عليه الفساد والظلم والخوف، يجب أن يكون الأسقف بوصلة أخلاقية تدافع عن الحقيقة والعدالة والرحمة، ويجب أن تكون حياته مصدر إلهام للآخرين”.
وحث المونسنيور ريموند واي لين تون على “الاقتداء بالقديس يوسف”، من خلال حماية ورعاية حضور المسيح في كنيسته، ليس عبر “الإشراف على الهياكل” فحسب، بل أيضًا من خلال “ضمان أن يعيش المسيح في قلوب المؤمنين”، داعيًا إياه ليكون رجلًا “ذو صلاة عميقة، وإصغاء صامت، وعمل شجاع”.
وقال: “بينما ينقسم العالم بسبب الحروب والصراعات الدينية والقبلية، فإنّ أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو الوحدة، بالأخصّ في ظلّ إراقة الدماء وموت الآلاف في الحروب في غزة وأوكرانيا وبلدنا”.
تجديف احتقار الآخرين
وأكد الكاردينال بو أننا جميعًا أبناء الله، معربًا عن أسفه “لجرح صامت” لا يزال “يتسبب في معاناة قلب المسيح”، وهو احتقار الآخرين. وذكّر بأنّ يسوع نفسه كان فقيرًا وكان يمكن اعتباره غير جدير، مشددًا على أنّ أنظمة الطبقات الاجتماعية والانقسامات الأخرى هي “إهانة للمسيح”. وأضاف: “عندما نحتقر الآخرين بسبب طبقتهم الاجتماعية أو قبيلتهم أو أصلهم، ونحن ندّعي أننا نتبع المسيح، فإننا نرتكب تجديفًا مماثلًا”.