Vatican Media

البابا فرنسيس يُعايد الفصح في ديار الآب

إرث كبير في الكنيسة الكاثوليكية

Share this Entry

صباح يوم الاثنين 21 نيسان 2025، يوم اثنين القيامة، عند الساعة 7:35، توفّي الأسقف السادس والستّون بعد المئتين، البابا فرنسيس، مخلّفًا وراءه إرثًا كبيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وقد أعلن نبأ الوفاة الكاردينال كيفين فاريل قائلاً: “أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أنقل إليكم نبأ وفاة قداسة البابا فرنسيس. هذا الصباح، عند الساعة 7:35، عاد أسقف روما، فرنسيس، إلى ديار الآب. كرَّس حياته بأكملها لخدمة الربّ وكنيسته. علَّمنا أن نعيش قِيم الإنجيل بإخلاص وشجاعة ومحبّة شاملة، لا سيما لصالح أفقر الناس وأكثرهم تهميشاً. مع امتناننا الكبير لمثاله كتلميذ حقيقي للربّ يسوع، نعهد بروح البابا فرنسيس إلى محبّة الثالوث الأقدس الرّحيمة”.

كانت حبريّة البابا غير عاديّة منذ بدايتها إذ انتُخب خلفًا للبابا بندكتس السادس عشر المستقيل في العام 2013، وهو البابا اليسوعيّ الأوّل من الأمريكيّتين وأوّل من اتخذ اسم فرنسيس كعلامة على البابوية التي تركّز على التواضع والبساطة والاهتمام الكبير بالمهمَّشين.

منذ أكثر من عقد من الزمن، أعاد البابا فرنسيس تحديد الدور الذي يمكن أن يضطلع به البابا في القرن الحادي والعشرين فذهب إلى أبعد من حدود الفاتيكان. غسل أقدام السجناء ورحّب باللاجئين، أدان “عولمة اللامبالاة” مذكّرًا العالم أكثر فأكثر بأنّ “الحقيقة هي أعظم من الأفكار”. دافع عن الفقراء، ليس من خلال الكلمات فحسب، بل أيضًا من خلال الأعمال، داعيًا الكنيسة لأن تصبح “مستشفى ميدانيًّا بعد المعركة”.

لاقت رسائله العامة “كن مسبَّحًا” حول البيئة و”جميعنا إخوة” حول الأخوّة الاجتماعية صدى واسعًا أبعد من الدوائر الكاثوليكية، مازجًا اللاهوت الأخلاقيّ بالطوارىء البيئية والدعوة إلى المسؤولية السياسية. لم تتميّز حبريّته بالعظَمة، بل باللفتات: الصلاة الصامتة في لامبيدوزا على نيّة المهاجرين الغرقى، صورته وحيدًا في ساحة القديس بطرس أثناء جائحة كورونا مباركًا العالم المجروح، واللقاءات العديدة العفويّة التي لا تُعَدّ ولا تُحصى والتي حملت الكرامة للمنسيين.

ولعلّ جوهر إرث البابا فرنسيس هو الإنجيل المُعاش في العمل، خاليًا من كلّ ادعاء ومليئًا بالرحمة. وعلى الرغم من تدهور صحته في السنوات الأخيرة وانخفاض وتيرة ظهوراته، إلاّ أنّ البابا فرنسيس بقي قويًا فكريًا وحاضرًا رعويًا حتى النهاية. واصل حديثه عن السينودسية، عن الكنيسة التي تصغي قبل أن تتكلّم، وعن إيمان يسير مع الآخرين عوض الحكم من فوق. ليرقد بسلام ولتجد الكنيسة التي أحبّها كثيرًا في ذكراه، شجاعة عيش ما كان يبشّر به.

Share this Entry

فريق زينيت

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير