ترجمة ندى بطرس
يوم السبت 25 تشرين الأوّل 2025، ترأس البابا لاون الرّابع عشر عند الرّابعة من بعد الظهر قدّاساً لمناسبة يوبيل خدمات البروتوكول المؤسّساتي في قاعة البركات داخل القصر الرسولي في الفاتيكان.
في عظته التي تلاها، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت، انطلق البابا من جملة “السلام معكم” وأشار إلى أنّ السلام هو هبة من الربّ القائم من بين الأموات وهو رغبة كلّ قلب، داعياً سامعيه إلى فتح قلوبهم على نعمة الله.
ثمّ تطرّق إلى “الرّجاء الحقيقي”، في إطار اليوبيل، قائلاً إنّه يفتح باب الخلاص الذي عَبره نقوم بخطوات الإيمان، مع عَيش المحبّة الأخويّة. وأضاف: “الإنجيل الذي سمعناه يدعونا إلى تعزيز الرّجاء عبر لغة قد تبدو قاسية: إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون (لو 13 : 3). كرّر يسوع هذا التحذير مرّتين… وللأسف، هذه الأمور تتكرّر طوال التاريخ. لكن بوجه هذا الشرّ، يُشير الربّ إلى طريقة جديدة للحياة، داعياً إلى التمييز: توبوا وارتدّوا. الله جاهز دائماً ليُقدّم لنا الخلاص وليُخلّصنا من الشرّ إن أردنا ذلك، أي إن فعلنا مشيئته: هذا هو الارتداد الذي يدعونا إليه المسيح. إنّه تغيير في العقليّة وفي طريقة العَيش والتفكير والتصرّف. الاتّجاه الجديد الذي يدعونا إليه الربّ هو طريق ينطلق من حاضرنا إلى أبديّـته. هذا الارتداد هو عمل يوميّ يتعلّق بنشاطاتنا كلّها. وعبر هذا الالتزام، يظهر المعنى الذي نعطيه للحياة ولاتّجاه قلبنا”.
وتابع البابا عظته قائلاً: “بوجه المعاناة والتجارب في التاريخ، يُذكّرنا الإنجيل بأنّ العيش بلا رجاء هو البقاء بلا حراك في يقين الموت. وهكذا، هذا التحوّل يعني الجميع: كلّ ضمير، كلّ مواطن، الكنيسة لكن أيضاً الدّول. نعم، إن لم ترتدّ دولة ما عن الفساد الذي ينخر فيها، فإنّها تخاطر بالموت. عبر العمل بصدق، تُبنى الدّول مع العناية بالخير العامّ. في هذا الإطار، أنتم مدعوّون إلى تقديم شهادة جيّدة. فالبروتوكول لا يحتفل بنفسه، إنّما هو يخدم المؤسّسات والمواطنين الذين تمثّلهم هذه المؤسّسات. وبصفتكم حرّاساً لهذه الخدمات، أنتم تتكرّسون لخير الشّعوب عبر وضع كفاءاتكم في خدمة العلاقات الجيّدة بين مختلف المؤسّسات العامّة”.
وهنا، أعطى البابا سامعيه أمثلة عن شهود للرّجاء والعدل عاشوا حياتهم في الارتداد وخدمة الله، خاتماً بالقول: “الدّول تتحوّل للأفضل إن شعر كلّ واحد منّا بأنّه مسؤول، وإن غذّى حسّ المدنيّة والواجب المؤسّساتي بأرفع القِيَم الرّوحيّة… فلنتابع السّير على هذا الطّريق معاً”.
