Mar Toma, Syriaque Orthodoxe, Et Al Tahira, Chaldéenne Catholique — Ont Rouvert Le 15 Octobre Après Des Années De Restauration Minutieuse ©L’Œuvre D’Orient

الأجراس تقرع مجدّداً في الموصل

شهادة على إيمان مسيحيّي العراق

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

عندما عادت أجراس الموصل تقرع هذا الأسبوع، حَمَل صوتها أكثر مِن مجرّد موسيقى: ذكرى وأملاً هشّاً يولد من جديد.

في التفاصيل التي نقلها القسم الفرنسي من زينيت، ولأوّل مرّة منذ أن أسكتتهما الحرب والإرهاب قبل قرابة عقدٍ، ملأ برجا مار توما وكنيسة الطاهرة أجواء المدينة بصوت الأجراس، ذلك الصوت الذي كان يُحدّد روح الموصل التعدّديّة. أُعيد افتتاح الكنيستين – مار توما للسريان الأرثوذكس، وكنيسة الطاهرة للكلدان الكاثوليك – في 15 تشرين الأوّل بعد سنوات من الترميم الدقيق، إذ دُمّر المبنيان بالكامل تقريباً خلال سنوات الاحتلال بين 2014 و2017. ومع ذلك، فإنّ نفس الأرض التي شهدت تدنيساً تحتضن الآن قيامة صامتة. أمّا الأجراس التي صنعها مسبك كورنيل هافارد في نورماندي، وهو نفسه الذي رمّم أجراس نوتردام في باريس، فتحمل نقوشاً مثل “الحقيقة ستحرّرك” و”سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم”. هذه الكلمات، التي اختيرت قبل وقت طويل من بدء المشروع، تبدو الآن نبويّة.

من ناحيته، قال المطران نجيب ميخائيل موسى، أسقف الموصل للكلدان، بعد حفل إعادة الافتتاح: “هذه الكنائس ليست مجرّد حجارة. إنها ذاكرة الإيمان والتاريخ والجماعة… هذه الكنائس علامة على أنّ الإيمان يمكن أن يُجرَح لكنّه لا ينطفىء. وهذا الترميم بذرة يمكن أن تساعد شعبنا على العودة”.

يُعزى إحياء هذين النصبين إلى حدّ كبير إلى التضامن الدوليّ، إذ موّلت مؤسّسة “ألف”، من خلال برنامجها “فسيفساء الموصل”، عمليّة الترميم بالشراكة مع مجلس الدولة العراقي للآثار والتراث. وأدارت منظمة L’oeuvre d’Orient الباريسيّة، المعروفة بدعمها للمجتمعات المسيحيّة الشرقيّة، المشروع، بتوجيه فنّي من المعهد الوطنيّ للتراث. كما ووصفت المهندسة المعماريّة الفرنسيّة أوجيني بونيول التي أشرفت على العمل، المشروع، بأنّه “مهمّة إخلاص لتاريخ المباني ولسكّانها، وللرّوح التي تُجسّدها”… ويقول المراقبون إنّ النتيجة هي أكثر من مجرّد قصّة نجاح تراثيّة. إنها قصّة إنسانية.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير