La plus grande cathédrale Orthodoxe du monde

تدشين أكبر كاتدرائيّة أرثوذكسيّة في العالم

يوحنا بولس الثاني كان أحد أكبر المُساهمين فيها

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

اغتنى أفق بوخارست بنصب تذكاريّ هائل، أعاد تحديد مشهدها الروحيّ والمعماريّ.

في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع زينيت، ضمن مقال بقلم يواكين مايسنر هرتز، بارك البطريرك الأرثوذكسي دانيال، يوم الأحد 26 تشرين الأوّل، داخل وخارج الكاتدرائيّة البطريركيّة التي طال انتظارها، والمُكرَّسة رسميّاً لصعود المسيح. تُعرف هذه الكاتدرائيّة شعبيّاً باسم “كاتدرائية خلاص الشعب”، وهي الآن أكبر كنيسة أرثوذكسيّة في العالم. أمّا الحفل الذي حضره البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، وعددٌ من السُلطات الدينيّة والمدنيّة الرومانيّة والأجنبيّة، فقد شكّل محطّة بارزة في التاريخ الروحيّ للبلاد، مع الإشارة إلى أنّ السفير البابوي رئيس الأساقفة جيامبييرو غلودر مثّل الكنيسة الكاثوليكيّة ورئيس أساقفة بوخارست أوريل بيركا، فيما مثّل الأسقف كريستيان كريشان الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة.

ومع أنّ البناء لم يبدأ إلّا في عام 2010، تعود فكرة الكاتدرائيّة الوطنيّة إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكثيراً ما تأخّرت بسبب الحروب والاضطرابات السياسيّة وعقود من الشيوعيّة الإلحاديّة.

يبلغ ارتفاع الكاتدرائيّة 127 متراً، على مساحة إجماليّة قدرها 55000 متر مربّع، وهي مميّزة معماريّاً ولاهوتيّاً. تضمّ 27 باباً برونزيّاً، يزن كلّ منها 800 كغ، مع 25000 متر مربّع من الفسيفساء التي أنشأها فنّانون رومانيّون باستخدام قطع فسيفساء من البندقيّة، وسبعة أجراس ضخمة تزن 33 طنّاً – أكبرها هو الأثقل في أوروبا. وتُقدّر التكلفة الإجماليّة للمشروع حوالى 270 مليون يورو.

من ناحيته، يصف المهندس المعماري قسطنطين أمايي المبنى بأنّه “حوار تناقضات”: بوجه مبنى البرلمان الذي يمتدّ أفقيّاً، ترتفع الكاتدرائيّة “كسهم نحو السماء”، مُذكِّرة بأنّ “برج الجرس يجب أن يكون المركز الذي تلتقي حوله الجماعة”.

من ناحية أخرى، ستضمّ الكاتدرائيّة قريباً رفات القدّيس أندراوس: في 23 تشرين، بارك البطريرك دانيال مذخراً يحتوي على أجزاء من عظامه، تبرّع به رئيس الأساقفة أورازيو سوريتشيلي، بالتعاون مع المونسنيور سيلوان Siluan، مع الإشارة إلى أنّ المذخر، وهو نسخة مصغّرة من الكاتدرائيّة، صُنع في مشغل البطريركيّة.

أمّا البطريرك دانيال فقد قال: “يدعونا القدّيس أندراوس إلى الحفاظ على الإيمان الرسولي والابتهاج بشركة القدّيسين”، وأمِل أن “تعزّز هذه الرفات الإيمان وتغذّي الوحدة الأخويّة”.

هذا المشروع الضخم، الذي يُعدّ علامة واضحة على الوحدة بين الكنائس، يحمل بُعداً مسكونيّاً. فخلال زيارته التاريخية عام 1999 – وهي الزيارة الأولى لبابا إلى بلدٍ ذي أغلبيّة أرثوذكسيّة منذ الانشقاق – تبرّع القدّيس يوحنا بولس الثاني بمبلغ 200 ألف دولار أميركي لبناء الكاتدرائيّة المُستقبليّة. استُخدم هذا المبلغ لاحقاً لتمويل شراء الأجراس، المصنوعة في النمسا والمُباركة عام 2018. وقد وَصَف البطريرك دانيال البابا البولندي على أنّه “أحد أبرز المُحسنين إلى الكاتدرائيّة”، مُذكّراً بأنّ “الأجراس ترمز إلى صوت الله”، وداعياً إلى الصلاة والأخوّة.

بعد عشرين عاماً، أي سنة 2019، واصل البابا فرنسيس هذا الحوار الأخويّ خلال زيارته إلى رومانيا. وقد صلّى الأبانا في الكاتدرائيّة الجديدة. ثمّ قام البطريرك دانيال بإهداء البابا فسيفساء للقدّيس أندرو، مثل تلك الموجودة على جدران الكاتدرائيّة – وهي جزء من الأرثوذكسيّة الرومانيّة عُهد به إلى أسقف روما.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير