ترجمة ألين كنعان إيليا
ننقل إليكم القسم الثاني من مقتطفات المؤتمر الصحافي الذي عقده البابا لاون الرابع عشر في طريق عودته من لبنان إلى روما:
جيان غويدو فيكي (كورييري ديلا سيرا): إنّ التوتّرات حادّة بين حلف الناتو وروسيا، وهناك حديث عن حرب هجينة، وهجمات سيبرانية، وتهديدات مشابهة. هل تجدون أنّه يوجد خطر حدوث تصعيد، أو نشوب نزاع يُخاض بوسائل جديدة كما حذّر قادة الناتو؟ وفي ظلّ هذا الجوّ، هل يمكن أن توجد مفاوضات من أجل سلام عادل من دون أوروبا، التي استُبعدت بصورة منهجية من قِبل الرئاسة الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة؟
البابا: من الواضح أنّ هذا موضوع مهم للسلام في العالم، لكنّ الكرسي الرسولي لا يشارك فيه مباشرة لأننا لسنا أعضاء في حلف الناتو ولم نشارك في أيّ من الحوارات التي جرت حتى الآن. ومع ذلك، فقد وجّهنا نداءات كثيرة إلى وقف إطلاق النار، وإلى الحوار بدل الحرب. وهي حرب تتّخذ اليوم أشكالًا كثيرة، مع تصاعد التسلّح، وكلّ ما يُنتَج من أسلحة، بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية، وقضايا الطاقة. والآن مع اقتراب الشتاء، توجد مشكلة خطيرة هناك.
ومن الواضح أنّ رئيس الولايات المتحدة يعتقد أنّ بإمكانه الدفع بخطة سلام يريد تنفيذها، وهي—على الأقلّ في مرحلتها الأولى—تتمّ من دون أوروبا. لكن وجود أوروبا مهم، وقد عُدّل هذا الاقتراح الأول، خصوصًا بسبب ما كانت أوروبا تقوله. وأعتقد تحديدًا أنّ دور إيطاليا قد يكون مهمًا جدًا؛ فثقافيًا وتاريخيًا، لدى إيطاليا القدرة على أن تكون وسيطًا في نزاع تتواجه فيه أطراف مختلفة: أوكرانيا، روسيا، الولايات المتحدة… وفي هذا الإطار، يمكنني أن أقترح أن يشجّع الكرسي الرسولي هذا النوع من الوساطات، وأن نبحث معًا عن حلّ يمكنه بالفعل أن يقدّم السلام، سلامًا عادلاً، في هذه الحالة في أوكرانيا.
إليسابيتا بيكيه (لا ناثيون): على سبيل المزاح، يشبه علم لبنان علم البيرو. هل هذا يعني أنكم ستقومون برحلة إلى أميركا اللاتينية في النصف الثاني من العام المقبل، مرورًا بالأرجنتين والأوروغواي؟ ما هي الرحلات التي تُحضّرون لها في العام المقبل؟ ثم، وبما أننا نتحدث عن أميركا اللاتينية، توجد توتّرات كبيرة حول ما يحدث في فنزويلا. فقد وجّه الرئيس ترامب إنذارًا للرئيس مادورو ليقدّم استقالته ويترك السلطة، وهدّده بإسقاطه عبر عملية عسكرية. ما رأيكم بذلك؟
البابا: فيما يخصّ الرحلات، لا شيء مؤكد بعد، لكنني آمل أن أقوم برحلة إلى أفريقيا. على الأرجح ستكون الرحلة التالية.
– إلى أين؟
البابا: إلى أفريقيا. شخصيًا، أرغب أن أزور الجزائر لأتعرّف على الأماكن المرتبطة بالقديس أغسطينوس، ولأتابع أيضًا الحوار وبناء الجسور بين العالم المسيحي والعالم الإسلامي. وقد سنحت لي فرصة الحديث عن هذا الموضوع سابقًا حين كنت في مهمة أخرى. إنه أمر مهم. وشخصية القديس أغسطينوس تساعد كثيرًا على بناء الجسور، لأنهم يكنّون له احترامًا كبيرًا في الجزائر باعتباره ابنًا للبلاد. وهناك أيضًا دول أخرى، لكننا لا نزال نعمل على الأمر.
وبالطبع، أودّ كثيرًا زيارة أميركا اللاتينية، الأرجنتين والأوروغواي، اللتين تنتظران زيارة البابا. وأعتقد أن البيرو سترحّب بي أيضًا، وإذا ذهبت إلى البيرو فسأزور أيضًا عددًا من الدول المجاورة كذلك، لكنّ البرنامج لم يُحدَّد بعد.
أمّا بخصوص فنزويلا، فنحن نبحث عن وسيلة لتهدئة الوضع مع مجلس الأساقفة والسفير البابوي، سعيًا قبل كلّ شيء إلى خير الشعب، لأنه في مثل هذه الظروف يعاني المواطنون وليس السلطات. وهناك شائعات تأتي من الولايات المتحدة تتبدّل باستمرار، ولذلك يجب التروّي… فمن ناحية، يبدو أنّ هناك اتصالًا هاتفيًا جرى بين الرئيسين؛ ومن ناحية أخرى، هناك خطر، أو إمكانية حدوث عملٍ ما، أو عملية، أو حتى غزوٍ للأراضي الفنزويلية. وأكرّر رأيي: من الأفضل السعي إلى الحوار في هذا السياق الضاغط، بما فيه الضغط الاقتصادي، والبحث عن صيغة أخرى للتغيير، إذا كان هذا ما تقرّر الولايات المتحدة القيام به.
إن أردتم قراءة القسم الأوّل من المؤتمر، أنقر على الرابط الآتي:
