Saint Nicolas de Myre © Wikimedia Commons - Aleksa Petrov

القديس نيقولاوس وقصة بابا نويل

في مثل هذا اليوم ٦ ديسمبر / كانون الأول ، صعدت إلى السماء روح القديس البار نيقولاوس أسقف مورا

Share this Entry
من هو القديس نيقولاوس؟
كان من مدينة مورا ، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة . و قد عاشا حياتهما بخوف الله وتقواه . و لم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويُفرّح قلبهما  و بعد موتهما  يرث غناهما .
ولما بلغا والدا الطفل نيقولاوس سن اليأس، تحنن الله عليهما و رزقهما هذا الطفل القديس ، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته . و لما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم ، أظهر ذكاءه ان الروح القدس كان يلهمه من العلم والحكمة والفطنة أكثر مما كان يتلقى من المعلم . و منذ حداثته تعلم كل تعاليم الكنيسة المقدسة وتعمّق في دراستها . فرُسم شماساً ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه ، فعاش عيشة النسك والزهد و الجهاد الروحي و الفضائل المسيحية حتى رُسم كاهناً و هو في التاسعة عشرة من عمره .
نيقولاوس صانع المعجزات:
منح الله نيقولاوس موهبة عمل المعجزات و شفاء المرضي ، حتى يعجز اللسان عن وصف ما أجراه من آيات و قدمه من إحسانات و صدقات للفقراء . و منها انه كان بمدينة مورا رجل غني اجنى عليه الدهر و فقد ثروته حتى بدأ يحتاج للقوت اليومي  الضروري ، و كان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج و لم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في أحد الملاهي ، و لكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما إعتزمه هذا الرجل في قلبه  ، فاخذ من مال أبويه مائة دينار ، وضعها في كيس و تسلل ليلاً دون إن يشعر به أحد و ألقاها من نافذة منزل هذا الرجل، و كانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس ، و فرح كثيراً و استطاع إن يزوًج بهذا المال ابنته الكبرى . و في ليلة أخرى كرَّر القديس نيقولاوس عمله و القى بكيس ثانٕ من نافذة المنزل ، و تمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية .
القديس نيقولاوس ( نيقولا )  هو الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نوئل :
أراد هذا الرجل  إن يعرف ذلك المحسن الذي يأتيه بالمال  ، فلبث ساهراً يترقب  ، و في المرة الثالثة لما شعر بسقوط الكيس اسرع للفور إلى خارج الدار ليرى من الذي ألقى النقود ، فلما عرف انه الشاب  الطيب نيقولاؤس ، للحال سجد  عند قدميه و شكره كثيراً على مساعدته ، وخاصةً لأنه أنقذ فتياته من الفقر ، وللمال الذي يحتاجه يومياً ، و لما كن سيتعرضن له فتياته من إرتكاب الخطايا .
لم يقبل نيقولاوس  أن يشكروه ، بل، طلب منهم إن يشكروا الله الذي ألهمه هذه الفكرة ووضعها  في قلبه . و منها طرد شياطين من أناس كثيرين ، و شفى مرضى عديدين ، و على مثال معلمه الإلهي يسوع المسيح ، كان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه جمع غفير  ، و يفضل عنه اكثر مما كان لديه أولا .
بهذه الأعمال عُرٍف القديس نيقولاوس  بأنه  هو الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نوئل الذي يترك الهدايا للأطفال ليلة عيد الميلاد المجيد.
إنتخابه أسقفاً :
و قبل إنتخابه لدرجة الأسقفية رأى ذات ليلة في حلم كرسياً عظيماً ، و حلة بهية موضوعة عليه ، و صوتاً يقول له : ” البس هذه الحلة و أجلس على هذا الكرسي ” ، وفي ليلة أخرى رأى السيدة العذراء تناوله  الملابس الكهنوتية،  والسيد المسيح يعطيه الإنجيل المقدس .
ولما تنيح أسقف مورا ، ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في الحلم و اعلمه بان المختار لهذه الرتبة المقدسة  هو  الاب نيقولاوس ، واعلمه بإيمانه وبفضائله، و لما استيقظ رئيس الأساقفة ، أخبر الأساقفة بما رأى  فصدَّقوا الرؤيا، وعلموا انها من السيد المسيح ، و اخذوا القديس ورسموه أسقفاً علي مورا . و بعد فترة أتى  الملك دقلديانوس ونشر عبادة الأوثان والأصنام، و لما قبض على جماعة من المؤمنين بالمسيح ، و سمع بخبر القديس نيقولاوس ، قبض عليه و عذبه كثيراً عدة سنين ، و كان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالماً ليكون غصناً كبيراً  في شجرة الإيمان . و لما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن .
وهو في السجن كان يكتب رسائل  إلى رعيته من خلالها يشجعهم و يثبتهم في الإيمان .
وهو في السجن اهلك الله دقلديانوس ، و أقام قسطنطين الملك البار ، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين والمؤمنين بالمسيح ، و كان القديس نيقولاوس من بينهم ، وعاد إلى كرسيه ليخدم شعبه  .
و لما اجتمع مجمع نيقية سنة  ٣٢٥ ميلادية لمحاكمة اريوس كان هذا الاب القديس بين الأباء المجتمعين . و لما اكمل سعيه في الخدمة والتبشير وصنع المعجزات ،  إنتقل إلى الرب بعد إن أقام على الكرسي الأسقفي  أربعين سنة ونيف . و كانت سنو حياته تناهز الثمانين سنةً قضاها بالتقشف والقداسة .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير