ترجمة ندى بطرس
ما زالت الصّفحات الأخيرة لحياة البابا فرنسيس تُكشَف بهدوء، ليس في روما ولا ضمن أرشيف الفاتيكان، بل على طرقات أوكرانيا.
في التفاصيل التي أوردها القسم الإنكليزي من زينيت، كشفت راهبة من رهبنة القدّيس دومينيك من الأرجنتين، تُدعى لوسيا كارام – معروفة بالمبادرات التي تقوم بها والناطقة باسم مشروع Giving Machines أي آلات بَيع تقدّم الوجبات والملاءات والمُستلزمات المدرسيّة بدلاً من السكاكر – أنّ الحبر الأعظم الرّاحل ترك جزءاً من وصيّته لدعم رسالتها الإنسانيّة، عبر تمويل سيّارات إسعاف للمدنيّين الذين يعيشون في ظلّ الحرب. وهذه المبادرة التي كشفت عنها خلال مقابلة عبر برنامج Órbita B أضافت فصلاً غير مُتوقَّع لاهتمام فرنسيس بضحايا الصّراعات.
في سياق متّصل، إنّ كارام التي سافرت إلى أوكرانيا أكثر من عشرين مرّة منذ 2022 أقرّت أنّ الوصيّة صعقتها: لطالما عرفت أنّ فرنسيس يدعم عملها إذ كان يقول لها إنّه سيجد طريقة للمساعدة، لكنّها لم تتوقّع أن يدخل الأمر ضمن أمنياته الأخيرة.
بالنسبة إلى مَن يعرفون أسلوب فرنسيس الرّعوي، فإنّ المبادرة تتوازى مع نموذج التعاطف عبر أعمال الرّحمة. وسيّارة الإسعاف – العمليّة والطارئة وغير المُزخرَفة – تتناسب وهذا الإرث، مع العِلم بأنّ طاقم كارام لطالما عانى لاستبدال السيّارات الطبيّة في المنطقة. أمّا الوحدات التي تمّ تمويلها عبر وصيّة فرنسيس فيُتوقَّع أن تخدم قرى حدوديّة.
