Homélie du pape Léon XIV lors de la messe en l’honneur de la Vierge de Guadalupe, le 12 décembre 2025 à la basilique Saint-Pierre © Vatican Media

يا أمّي، ماذا علينا أن نفعل لنكون الأولاد الذين يرغب فيهم قلبك؟

عظة البابا خلال قدّاس عيد سيّدة غوادالوبي

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

خلال الاحتفال بالقدّاس لمناسبة عيد سيّدة غوادالوبي، في 12 كانون الأوّل 2025 في بازيليك القدّيس بطرس، دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى أن يسمحوا لوالدة الإله أن ترافقهم في طريق الإيمان، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.

في تفاصيل العظة التي ألقاها، تأمّل الحبر الأعظم باقتباس من سفر يشوع بن سيراخ، مُشيراً إلى أنّه يضمّ وصفاً شِعريّاً للحكمة، وهي صورة تجد هويّتها في المسيح “حكمة الله” المولود من امرأة. وأضاف: “التقليد المسيحي قرأ أيضاً هذا المقطع بوجهة نظر مريميّة، لأنّه يتطرّق إلى المرأة التي أعدّها الله لاستقبال المسيح. في الواقع، مَن غَير مريم يمكنه القول “توجد فيّ نعمة الطريق والحقّ والرّجاء”؟ لذا لا يتردّد التقليد المسيحي للاعتراف بها كوالدة الحبّ. وفي الإنجيل، نسمع كيف أنّ مريم تعيش ديناميّة مَن تدع كلمة الله تدخل حياتها وتُحوّلها… ومع فرحها جرّاء بشارة الملاك، فهمت أنّ فرح الله يتمّ في المحبّة، لذا أسرعت إلى منزل أليصابات. في الواقع، إنّ كلمات الممتلئة نعمة أعذب من العسل، وسلامها كافٍ ليرتكض الجنين في بطن أليصابات التي بدَورها سألت “مِن أين لي أن تأتيني أمّ ربّي؟” وهذا الفرح أدّى إلى نشيد التعظيم حيث اعترفت مريم أنّ فرحها يأتي من الله الأمين الذي نظر إلى شعبه وباركه…

طوال حياتها، أضفت مريم هذا الفرح حيث لم يكفِ الفرح البشري، وحيث نفدت الخمر. وهذا ما حصل في غوادالوبي، إذ أيقظت العذراء لدى السكّان فرح معرفتهم أنّهم محبوبون من الله، خاصّة في ظهوراتها سنة 1531، وجُملتها “أوَلستُ هنا، أنا أمّك؟” إنّه صوت وعد الإخلاص الإلهي، والوجود الذي يدعمنا عندما لا نعود نحتمل الحياة. والأمومة التي تُعلنها تجعلنا نكتشف أنّنا أولاد. وبما أنّنا أولاد، نرفع نظرنا إليها لنسألها “يا أمّي، ماذا علينا أن نفعل لنكون الأولاد الذين يرغب فيهم قلبك؟” وهي المخلصة لرسالتها ستقول لنا بكلّ لطف “افعلوا ما يأمركم به”.”

وتابع البابا قائلاً: “نعم يا أمّي، نريد أن نكون أولادك: قولي لنا كيف نتقدّم في الإيمان عندما تخوننا قِوانا وعندما نكون في الظُلمة. ساعدينا أن نفهم أنّه معك، حتّى الشتاء يُصبح زمن ورود. وأنا، بصفتي ابنك، أطلب منك أن تُعلّمي الأمم التي تريد أمومتك ألّا تقسّم العالم إلى أجزاء تستحيل مصالحتها، ألّا تدع الحقد يطبع تاريخها وألّا تدع الأكاذيب تكتب ذاكرتها. أظهري للجميع أنّ السُلطة يجب أن تُمارَس كخدمة وليس كهَيمنة. علّمي القادة واجباتهم في الحفاظ على كرامة كلّ إنسان في كلّ مرحلة من الحياة. اجعلي من هذه الشعوب أولاداً لك، ورافقي الصغار منهم كي يحصلوا من المسيح على قوّة اختيار الخير وشجاعة الثبات في الإيمان، حتّى عندما يدفعهم العالم باتّجاه آخر. أظهري لهم أنّ ابنك يمشي إلى جانبهم. لا تدعي شيئاً يُحزن قلوبهم، كي يقبلوا خطط الله بلا خوف. احميهم من مخاطر الجرائم والإدمان والحياة العبثيّة. ابحثي، يا أمّنا، عن الذين ابتعدوا عن الكنيسة: فلتصل إليهم نظرتكِ حيث لا تصل نظرتنا، اهدمي الجدران التي تفصلنا، وأعيديهم إلى ديارهم بقوّة حبّكِ. يا أمّنا، أتوسّل إليكِ أن تُحوّلي قلوب من يزرعون الفتنة نحو رغبة ابنكِ في أن “يكون الجميع واحداً” (يو 17: 21)، وأن تعيديهم إلى المحبّة التي تُتيح الشّرِكة. ففي الكنيسة، لا يمكن تقسيم أبنائكِ. قوّي العائلات لتُربّي أبناءها بحنان وحزم، حتّى يكون كلّ بيت مدرسةً للإيمان. ألهمي يا أمّنا، من يُنشّئون العقول والقلوب لنقل الحقيقة باللطف والدقّة والوضوح الذي ينبع من الإنجيل. شجّعي مَن دعاهم ابنكِ على اتّباعه عن كثب: ادعمي رجال الدين والمُكرَّسين في إخلاصهم اليومي، وجدّدي حبّهم الأوّل. احفظي سلامهم الداخلي بالصلاة، احميهم في التجربة، شجّعيهم في تعبهم، وساعدي المُحبَطين. أيتها العذراء القدّيسة، ليتنا مثلكِ نحفظ الإنجيل في قلوبنا. ساعدينا لنفهم أنّنا خدّام للرسالة… ليتنا نعيش بيقين أنّه أينما وصلت البشارة، يصبح كلّ شيء جميلاً، ويستعيد كلّ شيء صحّته ويتجدّد. فمَن يسمحون بأن تُرشديهم لا يخطئون. ساعدينا كي لا نلوّث بخطايانا وبؤسنا، قداسة الكنيسة، التي هي مثلكِ أمّ. يا والدة الإله الحقّ الذي به نحيا، هبّي إلى عَون خليفة بطرس، لكي يثبّت في الطريق الوحيد المؤدّي إلى ثمرة بطنكِ المباركة جميع الذين أُودِعوا لي. اذكري ابنك هذا، “الذي أعطاه المسيح مفاتيح ملكوت السماوات لخير الجميع”، حتى تكون هذه المفاتيح “للرّبط والحلّ، ولتخليص البشريّة من كلّ بؤس”… وامنحينا أن نتقدّم أكثر اتّحاداً، مع يسوع ومع بعضنا البعض، نحو المسكن الأبديّ الذي أعدّه لنا، حيث تنتظريننا”.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير