في ١٣ كانون الأول ٢٠٢٥ ، تحتفل الكنيسة الأرمنية بعيد القديس هاكوب (يعقوب) اسقف نصيبين، ويُعدّ هذا القديس يعقوب من أحد أعظم القديسين في الكنيسة الأرمنية.
طروبارية للقدّيس يعقوب النصيبي، من ليتورجيا الكنيسة الأرمنيّة:
” فرحَت الجيوش السّماويّة بعظمة مآثرك الّتي من خلالها ارتقيت بالجسد مثل الملائكة إلى الأعالي؛ أنت شفيع لنا أمام الآب السّماويّ. وبأصوات بهجة نحتفل بتذكارك المقدّس، أيّها الشّاهد الموقّر للمسيح، الأب القدّيس يعقوب؛ تشفّع لنا أمام الآب السّماويّ. لقد قرّرت مراقبة مركبة نوح وتلقّيت من يد الملاك جزءاً من الخشب الّذي كان خلاصًا للبشريّة؛ أنت شفيع لنا أمام الآب السّماويّ “
من هو القديس هاكوب ( يعقوب ) ؟
وُلد القديس يعقوب في مدينة نصيبين ما بين النهرين. قال كاتب سيرته العلاَّمة المؤرخ تاودوريطس اسقف قورش: انه منذ حداثته تربَّى على التقوى ومحبة الفقراء. وانكبَّ على درس العلوم وقد نبغ فيها. ثم اتخذ طريقة الزُّهاد والمتوحدين متفرغاً للصوم والصلاة. فاشتهرت قداسته وذاعت فضائله الباهرة. ولما توفي اسقف نصيبين، اختاره الاكليروس والشعب اسقفاً عليهم في سنة ٣١٩ . واستمرَّ في اسقفيته على ما كان عليه وهو راهب متقشف. مائدته رهبانية بسيطة وثيابه فقريَّة، جعلَ همَّه في تعزية الحزانى وزيارة المرضى والعناية بالفقراء والارامل والايتام. وقد شيَّد في نصيبين كنيسة فخمة، لم يزل ضريحه فيها حتى اليوم.
لقد اجمع المؤرخون الشرقيون على انه حضر المجمع النيقاوي سنة ٣٢٥ مع تلميذه القديس افرام وبعض اساقفة الشرق وكان من ألمع آباء هذا المجمع في الدفاع عن المعتقد الكاثوليكي.
وفي سنة ٣٣٨ حاصر سابور ملك الفرس مدينة نصيبين بجيوش جرّارة، وحوّل اليها نهراً قريباً منها، فتح في اسوارها ثغرة؛ فأمَّل ان يدخلها صباحاً ويعمل فيها السيف والنار. فأخذ القديس يعقوب يبكي ويتضرع الى الله ليحفظ شعبه. وفي الغد رأى سابور ان الاسوار قائمة سالمة على ما كانت عليه بالامس، وقاتلهُ الرب هو وجيوشه بجيوش الذُباب كما ضرب من قَبل فرعون والمصريين، حتى يئس وعاد من حيث اتى.
وفي تلك السنة عينها ٣٣٨ ، رقد القديس يعقوب بالرب بعد جهاد مجيد خلَّدَ ذكره مدى الاجيال. وله عدّة تآليف قيّمة ذُكرت في مجموع السمعاني .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك