ترجمة ندى بطرس
فاجأ الممثل وسائق سيّارات السباق فرانكي مونيز Frankie Muniz متابعيه مؤخّراً بنشر رسالة على منصّة إكس عبّر فيها عن فخره بالعيش وفقاً لتعاليم المسيح. وسرعان ما امتلأ المنشور بتعليقات داعمة وتصفيق ورسائل تشجيع من المُعجبين والزملاء، الذين أشادوا بشجاعته في التحدّث بصراحة عن إيمانه، بحسب ما ورد في مقال بقلم دانتي ألبا نشره القسم الإنكليزي من زينيت.
في تفاصيل أخرى، أظهر مونيز، البالغ من العمر 39 عاماً، انفتاحاً بشأن حياته الروحيّة في الأشهر الأخيرة. فهو غالباً ما يُشارك على وسائل التواصل الاجتماعي تأمّلات إيجابيّة وامتناناً ورسائل أمل. وبالنسبة إلى الكثيرين، كان هذا دليلاً على صدقه، ومصدر إلهام للحفاظ على إيمانهم وسط التحديات. كما وأثارت رسالته موجة من التعاطف بين متابعيه، الذين رأوا في كلماته شهادة صادقة من شخص وَجَد معنى أعمق لحياته بعد أن عاش النّجاح والشّهرة منذ طفولته.
وُلد فرانكي مونيز عام 1985 في نيوجيرسي، واشتهر في سنّ المراهقة بفضل دوره البطولي في المسلسل الشهير Malcolm in the middle. لسنوات، كان من أبرز الشخصيّات على شاشة التلفزيون الأميركي، وأحد أعلى الممثّلين الأطفال أجراً في جيله. إلّا أنّه، بعيداً عن الأضواء، اعترف بأنّ تلك المرحلة المبكرة من الشُّهرة جلبت معها ضغوطاً وفراغاً عاطفياً. فرغم خوضه تجارب فريدة وبلوغه نجاحاً كان يتوق إليه الكثيرون، أقرّ بأنّ كل ذلك لم يمنحه الرضا الذي وجده لاحقاً في علاقته مع الله. وفي مقابلة أُجرِيَت معه، استذكر الممثّل أنّه كان يملك كلّ ما يريده ماديّاً، لكن ذلك لم يكن مرادفاً للسعادة، شارِحاً أنّ التغيير الحقيقي بدأ عندما قرّر تغيير مسار حياته، بما في ذلك التخلّي عن المخدّرات والكحول.
مع مرور الوقت، اختار مونيز الهروب مِن صخب لوس أنجلس والاستقرار في أريزونا. ويقول إنّ هذا القرار سمح له باستعادة توازنه وإعادة اكتشاف ما يهمّ حقّاً. في هذه البيئة الجديدة، تمكّن من الاستمتاع بحياة أكثر هدوءاً، فركّز على عائلته، وشغفه بالسيّارات، ونموّه الروحي. اختار فرانكي الابتعاد عن مظاهر التّرف التي غالباً ما ترافق عالم الترفيه. وبالنسبة إليه، أصبح الإيمان مرساةً ودليلاً مكّنه من الحفاظ على هدوئه واتّخاذ قرارات أكثر وعياً. واليوم، تعكس حياته هذا التغيير. فمِن خلال منشوراته ومجلّاته، يُظهر نفسه رجلاً ممتنّاً، مُركِّزاً على ما هو جوهري، وعازِماً على مشاركة تجربته مع مَن يمرّون بلحظات من الحيرة أو البحث.
إنّ قصّة فرانكي مونيز هي قصّة شخص امتلك كلّ شيء منذ صغره، لكنّه أدرك مع مرور الوقت أنّ النّجاح لا يضمن دائماً الرّضا. أمّا العديد من مُعجبيه فقد وجدوا فيه صوتاً مختلفاً في عالم الترفيه: صوت شخص لا يخشى الاعتراف بضعفه وحاجته إلى هدف. ورغم أنّ العالم يتذكّره لدوره الذي لا يُنسى في المسلسل المذكور، إلّا أنّه اليوم فخور بفصل جديد في حياته: فصل وجد فيه، بعيداً عن الأضواء، المعنى الحقيقي لقصّته في إيمانه بالمسيح.
