ترجمة ألين كنعان إيليّا
عقد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا مؤتمرًا صحفيًا في اليوم التالي لزيارته إلى قطاع غزة، حيث توجّه ليعبّر عن تضامنه، وتضامن الكنيسة بأسرها، مع سكان غزة الذين أنهكتهم الحرب لأكثر من سنتين. وكانت هذه الزيارة الأولى لبطريرك اللاتين في القدس إلى الأراضي ذات الحكم الذاتي منذ وقف إطلاق النار.
ويقول بيتسابالا: “لقد شهدتُ إرادة العودة إلى الحياة”. صحيح أنّ المتاجر مغلقة والمشاكل هائلة، لكن تُباع الفواكه والخضار في بعض الدكاكين داخل الخيام. ويضيف الكاردينال قائلًا: “يبقى الواقع قاسيًا إذ إنّ القليل من السكّان قادرون على شراء المواد الغذائية. فلا عمل، ولا مال، ولا خيار أمام الغالبية سوى الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي بدأت تصل أخيرًا بفضل المنظّمات الدولية والمؤسسات الخيرية.
يشير البطريرك إلى أنّ النشاط الاقتصادي متوقّف بالكامل، واصفًا الوضع بأنه “كارثي”، لكنه يلاحظ في الوقت نفسه رغبة الناس في النهوض والاحتفال بعيد الميلاد، لا سيّما لدى المسيحيين. وبما أنّ الميلاد هو عيد الأطفال، فقد انصبّ اهتمام الكاردينال عليهم بشكل خاص: “نحن بالطبع قلقون على الأطفال ومستقبلهم”.
ويتابع قائلًا: “عدد الأطفال في الشوارع أثّر فيّ كثيرًا”، في حين “كان ينبغي عليهم أن يكونوا في المدارس”. وستكون إعادة إطلاق التعليم من أولويات البطريركية اللاتينية.
ويقول بيتسابالا بأسى: “نتساءل أيضًا متى يمكن أن تبدأ عملية إعادة الإعمار. الحرب توقفت، لكنّ النزاع ما زال قائمًا”. ويضيف أن المشاكل موجودة في كل مكان، مشيرًا أيضًا إلى الضفة الغربية والتوترات بين القرى الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية. “في مثل هذا السياق، يبدو الحديث عن الرجاء أمرًا صعبًا، لكن من واجبنا أن نفعل ذلك في زمن الميلاد”.
ويلاحظ الكاردينال مدى الإرهاق الكبير الذي تشعر به الجماعات المسيحية المنهّكّة من الحرب لكنه يؤكد في المقابل: “لقد دخل المسيح التاريخ هو أيضًا من خلال واقع معقّد. واليوم من جديد، علينا أن نستقبله ونعمل على إعادة بناء البيوت والرجاء”.
بعد أكثر من عامين من الدمار الإنساني، يدعو الكاردينال إلى النظر إلى أبعد مدى ممكن: “لا يمكن تجاهل ما حدث، ولا الاعتقاد بأن السلام سيحل غدًا، لكن يجب الانتقال من حالة مواجهة إلى حالة بنّاءة”.
وتؤكد البطريركية اللاتينية في القدس استعدادها لبذل كل ما في وسعها لتلبية الحاجات الروحية والمادية لسكان غزة. ويختم البطريرك قائلًا: “علينا أن نكون فاعلين في مواجهة هذا الوضع، وأن نرافق الناس”. ويضيف: “علينا أن نبقى كنيسة”، موضحًا أهمية الدعم الروحي والراعوي لسكان غزة، ومؤكدًا: “نحن، ككنيسة، سنفعل كل ما هو ممكن لإعادة الاستقرار إلى غزة، وإلى كل مكان نستطيع فيه ويجب أن نكون صوت جميع الفقراء وكلّ من يتألمون بسبب الحرب”.
