وشرح رئيس مجلس الأساقفة الأيطاليين مفهوم الشخص، الذي هو اكتساب وغنى اللاهوت المسيحي والذي يجد له اساس في الفلسفة اليونانية، بما فيه من جمالية ووقا، مما دفع القديس توما الأكويني الى القول بأن الأنسان هو الكائن الأكثر كمالا في الطبيعة.
وعاد ليقول “أن الأنسان خلق على صورة الله ومثاله؛ وهو محبوب لدرجة جعلت الخالق يبذل نفسه لأجل خلاص الانسان. هكذا يكون الفداء“.
أما في ما يتعلق بالتهديدات المستمرة لتكامل وكرامة الأنسان الضعيف والمريض، أوضح المونسنيور بانياسكو:”الأنسان ليس مرحلة من الحياة البشرية، بل هو الصورة التي تجعل الأنسان انسانا. لهذا حتى وان كان الأنسان فاقدا لوعيه ولم يطور ويحقق قدراته، يبقى شخصا مستحقا للأحترام ولممارسة حقوقه“.
لأجل هذا الموضوع – اضاف بانياسكو – إن كرامة الأنسان جوهرية وغير قابلة للألغاء مهما كانت الأسباب وضروف الحياة.
”لا يمكن تصغير الأنسان واعتباره كجهاز نبض ورغبات، لأنه ثمين وفريد؛ ليس بالة جسدية ولا بفكر غير مجسد”.
وحول الفكر الذي يميز الشخص البشري، قال بانياسكو بأنه “ليس للانسان القدرة فقط على الوعي الذاتي، وليس فقط شكلياً بافكاره، مجتهداً في الحقائق الأختبارية، لا بل له القدرة ايضا على معرفة الخير والشر. فهو يتعدى حدود تسلسل الأحداث، الوقائع المحلية البسيطة، ويفسرها ببحثه للأسباب و الغايات المستقبلية”.
وقال بانياسكو: “ان كينونة الشخص مبنية بطريقة تقوم على اساس العلاقة مع العالم والأخرين“. كمصدر ومحرض ايجابي للمجتمع، ولبناء عالم اكثر عدالة واكثر انسانية.
واضاف بأن “المسيحي مدعو لأن يكون بركة لأن المسيح هو بركة العالم“. الله ارسل ابنه الوحيد لأجل خلاصنا، موضحا بان الأنسان هو خيره، سعادة قلبه، ولهذا لايستطيع الأستغناء عنه.